ظل الأمن يمثل ركيزة هامة من ركائز الوطن منذ بداية التكوين إيمانًا من القائد المؤسس الملك عبدالعزيز – يرحمه الله – أن وطنًا بهذا الاتساع وتلك الثروات، ويحتضن على ثراه الطاهر الحرمين الشريفين ويعتبر قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم لا ينبغي لأحد أن يحدث نفسه بالعبث بأمنه، وهو ما جعل الأمن خط أحمر في سياسة المملكة الداخلية، حفاظًا على قدسية تلك البلاد المباركة التي اختصها الله وكرمها بمهمة حماية الحرمين الشريفين وخدمتهما وتوفير سبل الراحة والأمن والأمان للحجيج والمعتمرين على مدار العام. أجواء الأمن والاستقرار التي ظلت تسود الوطن بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم بفضل السياسة الرشيدة والتوجهات الحكيمة لأولي الأمر، والتفاف الشعب السعودي حولهم تحت مظلة وحدة وطنية راسخة أكسبت التجربة السعودية في الثبات والاستقرار والنمو سمة التفرد، كل ذلك جعل بعض الجهات الخارجية بدوافع الحقد والغيرة والحسد، والقلة القليلة من فئات المجتمع التي انساقت وراء تلك الجهات، إلى محاولة المساس بالأمن في جزء عزيز من الوطن في بلدة العوامية الواقعة في المنطقة الشرقية، وهو ما قوبل باستنكار واستهجان شديد من قبل الأهالي، ومن قبل الشعب السعودي بأسره. فتلك القلة المضللة التي لا تكاد تذكر – كما ذكر سمو وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز عقب استقباله نظيره الأردني - "لا يمثلون إلا أنفسهم، وليس مستغربا أن تكون هناك مجموعة تخل بما يخالف رغبة جميع المواطنين في الاستقرار والأمن". بلادنا التي تنعم ولله الحمد بالأمن والاستقرار والرخاء تقدم مثالاً يحتذى فيما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وفي تماسك الوحدة الوطنية، وعدم التفريط بالثوابت، والحفاظ على مكتسباتها ومواصلة مسيرتها في البناء والنمو والتطوير، لن تتوانى، كما ذكر سموه، عن وضع حد للمخطئ إذا تجاوز وتمادى، لأن تجاوزه لا يقف عنده بل يؤذي الناس جميعًا، مع ترك الباب أمامه مفتوحًا للاستغفار والعودة إلى طريق الصواب. ردود فعل الشعب السعودي بكافة فئاته وأطيافه المستنكرة لأحداث العوامية تثبت مجددًا أن وحدتنا الوطنية وتلاحم الشعب مع القيادة وأمننا الوطني كلها بخير ولله الحمد.