خسر كل من راهن أمس الأول على أن تحل الفتنة والفوضى وإراقة الدماء في وطن الأمن والأمان والرخاء، عندما أصيبوا بخيبة الأمل أمام واقع التجربة السعودية، عندما قام هذا الكيان الشامخ على أسس عقدية متينة وثوابت لا تقبل المساومات أو التنازلات، فكان لهذا الوطن خصوصياته، وكانت لتلك التجربة إبداعاتها، وهو ما جعل بلادنا العزيزة- بحمد الله- وتوفيقه واحة للأمن والأمان، ومثالاً للثبات والاستقرار ، حتى أصبحت المملكة بقيادتها وشعبها موضع احترام وتقدير من المجتمع الدولي بأسره باعتبارها مملكة الإنسانية والدولة الأنموذج في احترامها للمواثيق والقرارات والشرعية الدولية، وفي جهودها الواضحة في العمل على إقرار السلام والعدل في المنطقة وفي العالم كله، وفي مكافحتها للإرهاب الدولي، إلى جانب توفيرها عوامل الانطلاق نحو التقدم والنماء في الداخل والعمل على تحقيق الرفاهية والسعادة والرخاء لمواطنيها. لذا فلم يكن من المستغرب أن تخيب دعاوى الحاقدين للتظاهر في مدن المملكة طمعًا في إشعال الفتنة عندما لقيت تلك الدعاوى الرفض القاطع من المواطنين، وهو ما أمكن مشاهدته على أرض الواقع عندما ساد الهدوء والطمأنينة شوارع مدن المملكة طيلة ذلك اليوم، وعندما مارس المواطنون والمقيمون ما اعتادوا القيام به في ذلك اليوم الذي تشيع فيه مشاعر الحب والروحانية بأن اختلطت الخطب الذكية في المنابر ساعة صلاة الجمعة بسعي الناس بعد أدائهم للصلاة إلى شأنهم اليومى باطمئنان كما جرت العادة في بلاد الحرمين الشريفين وتحولت تلك الجمعة المباركة من جمعة الغضب التي كان يخطط لها أولئك الحاقدون إلى جمعة الولاء في إطار الوحدة الوطنية التي ظلت تشكل درع الوطن ضد دعاة الفرقة والفتنة التي أطلقها المرجفون من لندن وروجت لها بعض الأبواق المأجورة التي لا تخفي عداءها للسعودية وشعبها حقدًا وغيلةً وحسدًا . وهكذا مضى يوم الجمعة في بلادنا العزيزة بصورته الاعتيادية عبادة وعملاً وحركة وتجارة ورياضة وترفيها حيث ساد الهدوء والأمن ربوع الوطن بما قدم شهادة جديدة على أن الوطن - ولله الحمد- بخير وأن العلاقة بين ولاة الأمر والمواطنين هي علاقة شراكة في المسؤولية والبناء وحفظ الأمانة والحفاظ على العهد.