عرفت مهنة صناعة الأحذية منذ آلاف السنين، فهي من الحرف القديمة المتوارثة والتي يسمى ممتهنها ب «الإسكافي». والعم فهمي العاشق أحد الذين توارثوا تلك الصنعة عن والده منذ حوالى 64 عامًا، حيث يعد صاحب أول محل للأحذية في باب مكة، وقد يكون الأول في جدة القديمة. يقول العم فهمي: «تعلمت أسرار المهنة وفن صناعة الأحذية لتصبح مهنتي الأبدية، حيث حرصت فيها على الإبداع وتقديم كل ما هو متجدد كي نحافظ على الزبائن والذين أصبحوا لا يأتون إلا نادرًا». ويضيف: «لم تعد مهنة صناعة الأحذية كالسابق فالأحذية المستوردة والصينية الجاهزة أصبحت هي المسيطرة، لكن لا غني أيضًا عن الحذاء الشرقي المصنوع يدويًا في المناسبات»، فيقول: «رغم أن الزبائن أصبحوا لا يأتون إلا نادرًا لكن ما زال الطلب على الحذاء الشرقي المصنوع من الجلد الطبيعي مرغوبا في المناسبات كالأعياد والزواج، فيأتيني الشباب لتفصيل الحذاء بحسب الطلب»، ويقول: منذ فترة ظهرت موضة ارتداء الحذاء الشرقي من قبل السيدات فكن يرتدينها لكنها زالت كأي موضة تأتي وتزول. وعن أكثر الألوان طلبا يقول: الأصفر والأحمر والبني الغامق، وعن نوعية الجلود يقول العاشق :نجلب الجلود من الهند وشرق اسيا وبعض البلدان العربية حيث نستخدم جلد الابقار والجمال لجودتها ومتانتها. وعن أهم الأدوات التي تستخدم يقول فهمي: هناك قرص دائري يسمى الرصاص ويستخدم في عملية التخريم إضافة للدعسة والتي تستخدم لدق المسامير الصغيرة بجانب ماكينة الخياطة وأدوات أخرى تدخل في صناعة الأحذية. ويذكر ان الورشة في السابق كانت مليئة بالعمالة الباكستانية المهرة نظرا للإقبال على الحذاء أما اليوم فلم تعد العمالة بنفس العدد بل تقلص نتيجة تراجع الطلب على الحذاء المصنع يدويا. وعن مسميات الاحذية يقول العاشق: للحذاء أو النعال كما يسميها البعض مسميات عديدة منها الشرقي، المكاوي، الزبيري، الحساوي، والقصيمي، وهو الأكثر طلبا. وتتراوح أسعارها من50-80 إلى 250 ريالا، وفي بعض الأماكن يصل سعرها إلى الألف رغم أن الخامة واحدة لكن اختلاف المكان هو السبب في ارتفاع السعر. ويتمنى العاشق من الأمانة أن تولي اهتماماتها بالصناعات الحرفية والتي أخذت في الاندثار.