* الأبيض على حد قول الإخوة المصريين هو صفة يطلقونها على الفارغ من كل شيء، لدرجة أنهم يطلقونها -أحيانًا- ويضيفون إليها كلمة خالص (أبيض خالص)، والبياض لدينا هنا صفة جميلة، نطلقها نحن على كل ما هو جميل، فنقول مثلًا: امرأة لونها بيضاء، ونقول: الله على بياض الثوب، لكننا قط ما تناولناها كتناول الإخوة المصريين الذين ميّزهم الله بخفة الدم وصناعة النكتة الساخرة، هذه النكتة التي لم تعد حكرًا على المصريين، بل تجاوزتهم لتصل إلى دول مجاورة، وهو أمر عادي جدًا أن يُحقِّق التواصل التقني تبادل بعض المعلومات بين الشعوب، كذلك قد تنتقل بعض العادات والتقاليد كانتقال النكتة الساخرة من هناك إلى أماكن أخرى، والحقيقة أن النكتة الساخرة هي ليست أمرًا عاديًا، بل هي أسلوب جديد للتعبير عن الحالة النفسية التي تعيشها الشعوب، هذه النكتة التي يفترض أن تجد من يهتم بها ويحللها، ويجتهد للقيام بتفكيك ما تحتويه، فربما يستطيع من خلالها صناعة شيء ما يُعالج الخلل الذي جاءت من أجله، لكي لا تتطور الحكاية إلى ما هو أكبر منها، وتصبح ظاهرة، ومن ثم إلى حكاية غير عادية...!!! * الأبيض هذا اللون الذي أعشقه أنا جدًا، رغم شفافيته وعدم قدرته على مقاومة ظروف الطقس، أعجبتني في الحقيقة هذه الجملة (ظروف الطقس)، والتي جاءت هنا بالصدفة، بالرغم من أنني أكتب لكم عن البياض هذا اللون الفاره والعشق الذي حولته النكتة إلى شيء كريه، ومَن يُحب أن يكون (أبيض) بالطريقة المصرية التي تعني «الجهل المطلق»؟! الذي ربما يهدم الآمال ويجني على الإنسان الذي يحمل هذه الصفة التي ذهبت بالنكتة إلى ما هو أبعد، ذهبت بها للغباء الذي ربما كان هو السبب الأول في صناعة المتاعب لكثير من الطغاة؛ الذين ظنوا بغباء أن هذه الصفة هي صفة لا علاقة لها بالتغيير، فكانت النهاية أن يهزم البياض الظلام بصبحٍ جديد، لم يكن قط في حسبان أي منهم، ذلك يعني أن النكتة تلك لم تكن قط نكتة، بل كانت الفاتحة الأولى للتخلص من ظلمات الظلم ومآسي الظلام، تلك هي حكاية أبيض خالص ولا أكثر...!!! * (خاتمة الهمزة).. (إن الابتسامات فواصل ونقاط انقطاع، وقليل من الناس أولئك الذين مازالوا يتقنون وضع الفواصل والنقاط في كلامهم).. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]