أعلن التليفزيون السوري أمس الاثنين أن الرئيس بشار الأسد التقى المبعوث الأممي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي ل»بحث التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الأممي». وأضاف: «إن الأسد أكد للإبراهيمي (حرص سورية على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري)». من جانبه، قال الإبراهيمي: «إنه تكلم مع الأسد في هموم كثيرة تعاني منها سورية في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل». فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة «انتحار سياسي» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة بثتها أمس الاثنين قناة روسيا اليوم. وقال لافروف للشبكة التلفزيونية الروسية الناطقة بالإنكليزية: «لا أعتقد أن سوريا (أكرر سوريا) ستستخدم أسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك، فسوف يكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة». وتابع «كلما وردتنا شائعات أو معلومات تفيد بأن السوريين يستخدمون أسلحة كيميائية، إننا نتحقق منها مرة أو مرتين، نتوجه إلى الحكومة، وفي كل مرة نتلقى تاكيدًا حازمًا بأنهم لن يفعلوا ذلك أيًا كانت الظروف». ونقلت الوكالة اللبنانية عن الإبراهيمي القول للصحفيين: «تشرفت بمقابلة السيد الرئيس الأسد وكالعادة تكلمنا في هموم كثيرة تعاني منها سورية في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل». وأضاف: «تكلم السيد الرئيس عن نظرته لهذا الوضع، وأنا أيضا تكلمت حول ما رأيته في الخارج والمقابلات التي أجريتها في مدن مختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارجها، وأيضا حول الخطوات التي أرى أنها من الممكن أن تتخذ في مساعدة الشعب السوري للخروج من هذه الأزمة». وحول الوضع في سورية، قال الإبراهيمي: «الوضع في سورية ما زال يدعو للقلق، آملا من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه». ورفض الإبراهيمي الإجابة على أسئلة الصحفيين. وكانت تقارير فرنسية ذكرت أن الإبراهيمي يحمل خطة أمريكية روسية لإنهاء الأزمة السورية. وقال دبلوماسي غربي في بيروت: «إن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة للإبراهيمي في دمشق إذا لم تتحرك الأمور إلى الأمام». ميدانيًا، وبعد ساعات قليلة على مجزرة حلفايا في حماة، والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح جراء استهداف طيران النظام السوري إحدى المخابز في البلدة، أعلنت المعارضة عن استخدام غازات سامة في حمص. وأكدت الهيئة العامة للثورة مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من 50 سوريًا، بينهم 12 في حالة حرجة، جرّاء الغازات السامة التي أطلقتها قوات النظام السوري على أحياء حمص والخالدية المحاصرة. وأضافت الهيئة العامة أنه لم يعرف نوع تلك الغازات السامة، لكنها أقرب إلى غاز السارين الذي يسبب اختناقاً وشلل أعصاب وعمى مؤقتاً وهستيريا، وقد عجز الأطباء والممرضون المتطوعون عن إسعاف المصابين بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.