يحاول النظام السوري وهو في الرمق الأخير اللعب على حبل الكيماوي باعتبارها ورقته الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه ويستقر في مزبلة التاريخ. فقد تلقف النظام تصريحات واشنطن التي عبرت فيها عن مخاوفها على إثر معلومات استخباراتية حول نقل ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية من أماكن تخزينها إلى أماكن جديدة، من احتمال استخدام طاغية الشام بشار الأسد تلك الترسانة ضد شعبه، أو إمكانية استيلاء من يسميهم النظام بالمعارضة الإرهابية على جزء من تلك الترسانة، وذلك بالضرب على هذا الوتر الحساس، عندما سارع بالتحذيرمن استخدام "المجموعات الإرهابية" السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري والقول: "إن إحدى المجموعات (الإرهابية) سيطرت بالفعل في الآونة الأخيرة على معمل خاص لتصنيع مادتي الكلور والصودا الكاوية السامتين وأن المعمل المذكور يقع قرب بلدة السفيرة في محافظة حلب"، وهو تصريح خطير يكشف الكثير من الحقائق والخبايا أولها أن سوريا تمتلك بالفعل معامل لإنتاج الأسلحة الكيماوية، وهو ما سبق وأن أكدته الاستخبارات الغربية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وثانيها أن هكذا تصريح قد يكون مؤشرًا إلى احتمال أن تستخدم قوات النظام هذه الترسانة من الأسلحة الفتاكة ضد المواطنين السوريين وإلصاق التهمة ب "الإرهابيين"، وهو أسلوب دأب النظام على استخدامه مرارًا في حالات مماثلة كمحاولة للتنصل من جرائمه، وأيضًا كمحاولة تضليل العالم وإيهامه بأن نظام الأسد كان يشكل قلعة حصينة في مواجهة الإرهاب، وأن وقوف العالم ضد الأسد أضعف قدرته على محاربة الإرهاب. هذه المحاولات اليائسة التي يبذلها النظام السوري وهو في الرمق الأخير لم تعد تجدي خاصة في ظل الانتصارات العسكرية والحصاد السياسي الذي تحقق للمعارضة السورية والتي يجيء أحدثها اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة أمس وموافقة مجلس التعاون الخليجي على ممثل للائتلاف السوري في المجلس وتزامن ذلك مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل للنظر في تخفيف الحظر على تزويد المعارضة السورية بالسلاح، في الوقت الذي سيشكل اجتماع أصدقاء الشعب السوري الأربعاء المقبل في مراكش محطة أساسية على طريق الاعتراف بالائتلاف الوطني كممثل للشعب السوري، وهو ما يعني في المحصلة أن العالم بدأ يدق المسمار الأخير في نعش هذا النظام الكريه.