اجتماع وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية هيلاري كلينتون مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في إيرلندا وما تلاه من اجتماع مع المندوب الأممي الأخضر الإبراهيمي يشير إلى «تغير» في الموقف الروسي في اتجاه استعداده لسماع الرأي الدولي بضرورة إيجاد مخرج لرأس النظام في دمشق بعد أن ضاقت عليه الدائرة بتقدم الحوار إلى بوابة القصر الجمهوري. تصريحات الوزيرة كلينتون الأخيرة تشي برغبة متنامية في زيادة دعم المعارضة خاصة بعد تشكيل الائتلاف الجديد واعتراف بعض الدول المؤثرة به ممثلا شرعيا للشعب السوري. وهذه المؤشرات في زيادة الاهتمام الأمريكي تأتي قبل انعقاد اجتماع أصدقاء سوريا في المغرب الأسبوع المقبل لبلورة موقف متقدم يسهم في دفع الإجراءات الداعية إلى إنهاء الأزمة السورية وإيقاف المخاطر المحتملة من استمرارها. ورغم أن الدول الغربية زاد قلقها بالحديث عن احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد، إلا أن جهودها في تسليح المعارضة ما يزال دون تطلع الجيش الحر الذي بات العامل المؤثر على أرض الواقع بل العنصر المحرك لتغير الموقف الروسي الذي تتراجع ثقته في قدرة نظام الأسد على الاستمرار في الصمود. فهل ينجح الإبراهيمي في توفير ما يقنع الأطراف بضرورة المسارعة إلى البحث عن مخرج لبشار الأسد مع مقايضات تقبلها المعارضة تعطي روسيا «مكافأة» التخلي عن الحليف المتداعي للسقوط؟. في كل الأحوال الشعب السوري يستحق رفع الظلم عنه مع الإقرار بأن السياسة مصالح ويمكن لروسيا أن تنال بعضها.