وقال إن صلاة الجماعة في المسجد الحرام في عهد المقامات كانت تتم بحيث يصلي اتباع كل مذهب خلف إمامهم وقد وحّدهم الملك عبدالعزيز للصلاة خلف إمام واحد، وأشار بأن المقام الحنفي كان موقعه في الجهة الشمالية والمقام الشافعي جهة زمزم والمقام المالكي في الجهة الغربية والمقام الحنبلي كان في الجهة الجنوبية وكان في كل جهة مقام، وكان في كل ناحية يصلي أصحاب كل مذهب مرتبين وكان الإمام الحنفي يصلي أولًا، وكان يصلون المغرب في وقت واحد حتى يذكر أنهم كانوا يشوشون على بعضهم، بعضهم يكبر بتكبير الإمام الثاني، ولم تكن هناك ميكرفونات في المسجد الحرام. وتحدث بن حميد في المحاضرة التي نظمها مركز تاريخ مكةالمكرمة مساء أمس الأول بفندق الشهداء بحضور عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان والعلماء والباحثين وبعض أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه عن كتابه «تاريخ أمة في سير الأئمة.. تراجم لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما منذ عهد النبوة إلى سنة 1432ه». وقال فضيلته إن فكرة الكتابة حول أئمة المسجد الحرام جاءته وظن انها سهلة ولا سيما أن تاريخ مكة مفترض أن يكون متيسرا وحينما دخل في الموضوع وبالأخص أئمة الحرمين وجده صعبًا جدًا، وقدم مقدمة تاريخية ولكن فيما يتعلق بتاريخ الحرمين ومصادرتراجم أئمتهما وجد أن تقي الدين الفاسي المكي يتعجب من إهمال هذا التاريخ، فهو يقول: (إني لأعجب من إهمال فضلاء مكة في جمع تاريخ لها على المنوال الذى جمعته) خصوصًا من الشيخ قطب الدين القسطلانى، لأنه جمع شيئًا يتعلق بتاريخ اليمن. وقال بن حميد فيما يتعلق بتراجم الأئمة كان مهملًا تمامًا، أنا بحثت فلم أجد إلا كتابًا واحدًا ولم أعثر عليه إلى اليوم ولعل بعضكم عثر عليه وهو كتاب (نزهة ذوي الأحلام بأخبار الخطباء والأئمة وقضاة بلد الله الحرام) للإمام عز الدين بن فهد ولم أطلع عليه مع البحث والتتبع ولعله لو طبع لكان مصدرًا مهمًا في تاريخ أئمة الحرمين. واشار إلى انه من الصعوبات عدم وجود تراجم لبعض الفترات يعنى قرن كامل وهو القرن السادس وذكر انه تطرق للبيوت التي توارثت الإمامة في المسجد الحرام والمسجد النبوي كالطبيين وغيرهم في مكة ويقول صاحب خلاصة لأثر والطبريون بيت علم وشرف مشهورون في مشارق الأرض ومغاربها وهم أقدم ذوي البيوت بمكة فإن الشيخ نجم الدين عمر بن فهد ذكرذلك في كتابه (التبيين بتراجم الطبريين) وقال أن أول من قدم مكة منهم الشيخ رضي الدين أبو بكرمحمد بن أبي بكر بن علي الحسيني الطبري قيل سنة سبعين وخمسمائة أو في التي بعدها وانقطع بها، وزار النبي صلى الله عليه وسلم وسأل الله تعالى أولاد علماء هداة مرضيين فولد له سبعة أولاد وكانوا كلهم فقهاء علماء مدرسين وكان دخول القضاء وإمامة مقام ابراهيم في بيتهم سنة ثلاث وسبعين وستمائة، ولم تزل إمامة المقام المذكور مخصوصة بهم لا مدخل معهم في ذلك لأجنبي. وبيّن بن حميد أن الكتاب في خمسة مجلدات وترجم أئمة الحرمين الشريفين منذ عهد النبوة وحتى العصر الحديث مرتبين حسب تواريخهم وفياتهم حيث بلغ عددهم خلال فترة البحث (1321) إمامًا منهم (745) إمامًا للمسجد الحرام و(567) إمامًا للمسجد النبوي وبلغ عدد الذين لم أنته إلى معلومات عنهم (336) إمامًا في القسمين كما ترجم الكتاب للأمراء والولاة على الحرمين الشريفين حتى حدود القرن الخامس الهجرى، لكون هؤلاء الولاة هم الذين يلون إمامة الناس في الصلاة وخطبة الجمعة في الحرمين الشريفين. وأشار بأنه قسم الكتاب على قسمين الأول في تراجم أئمة المسجد الحرام ومن فروع هذا القسم من حج بالناس وأئمة التراويح ومن ناب في الإمامة أو الخطابة، والقسم الثاني في تراجم أئمة المسجد النبوي ومن فروعه أيضًا أئمة التراويح ومن ناب في الإمامة والخطابة، وهناك من وجدت لهم تراجم وهناك من لم أجد لهم تراجم، وهؤلاء وضعت قوائم بهم ووضعت المصادر التي ذكرتهم، ولهذا أقول الثغرات في هذا كثيرة جدًا ويصدق عليه (كم ترك الأول للآخر). وتناول الكتاب كما يقول بن حميد التوسعات التي شهدها المسجد الحرام منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة حيث هدم ما كان على الكعبة من أصنام وكان يكسوها ويطيبها، ولكنه لم يحدث شيئًا في عمارتها وما حولها كما لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها في أيام ابراهيم الخليل عليه السلام خشية الفتنة، لأن القوم كانوا حديثي عهد بالإسلام، كذلك تناول توسعة المسجد النبوي الشريف، وتحدث عن الإمامة في عهد الخلفاء الراشدين والعهد العثماني حتى هذا العهد الزاهر، وأن أربعة ائمة كانوا يصلون في المسجد الحرام حسب المذاهب، وتحدث عن المقامات، وتكلم عن المكبرية. كما تحدث عن التوسعات السعودية بتفصيل حتى توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وتحدث عن الساعة الجيدة التي أنشأت أعلى برج وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، والمزولة في العصر القديم ثم افتتح الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء باب المداخلات فقال: أولًا أهنئ دارة الملك عبدالعزيز ومركز مكة التاريخي لهذه المبادرة التي تناولت تاريخ قبلة الإسلام والأمة الإسلامية، والكتاب مقدمته وقعت في 250 صفحة وهي مقدمة جديدة جدًا وكان الحديث فيها متشعبًا. وأوضح أن الكتاب ربط الحاضر بالماضي فقارئه يقرأ الحاضر في ضوء ذلك الماضي ولا يعرف قيمة الحاضر وأن الدكتور صالح بن حيمد في هذا الكتاب سد ثغرة عظيمة في التاريخ الشرعي، وقال: والشيء الثاني وصيتي أن يكون كل ما يحدث في أرض مكة فرصة أساتذة الحضارة والتاريخ أن يكتبوا تاريخ مكة الجديد في الوقت الحاضر، حيث أزيلت الجبال وأزيلت تلك الأماكن التاريخية والمطلوب الآن من يكتب عن مكةالجديدة، أن يرصد التطورات كافة. وحول سؤال هل أَمَّ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أو أحد أبنائه في الحرمين الشريفين متى كان ذلك؟ وهل أَمَّ سماحة الشيخ عبدالله بن حميد والشيخ محمد بن عثيمين الناس في المسجد الحرام «قال الدكتور بن حميد أما الملك عبدالعزيز طيب فلم أعثر على من قال أنه (أَمَّ) أما الملك سعود والملك فيصل فوجدت من قال أنهما أَمَّا فترجمت لهما، فالملك سعود أَمَّ كثيرًا في المسجد الحرام والمسجد النبوي، كما أنه من عادته أن يؤم حتى في أماكن أخرى سواءً داخل المملكة أو خارجها، وان الملك فيصل يرحمه الله وجد من ذكر أنه أم الناس، اما والدي رحمه الله فلا أعرف أنه أم في المسجد الحرام أوالمسجد النبوي، ولا الشيخ عبدالعزيز بن باز، لكني ترجمت للشيخ عبدالعزيز بن باز لأنه أيضًا أم صلاة الجنازة عن الشيخ الشنقيطي، وأما الشيخ محمد بن عثيمين فترجم له فيمن صلى التراويح. وحول كيفية صلاة الجماعة في المسجد الحرام في المقامات قال: كان المقام الحنفي في الجهة الشمالية والمقام الشافعي جهة زمزم والمقام المالكي في الجهة الغربية والمقام الحنلي كان في الجهة الجنوبية وكان في كل جهة مقام وكان في كل ناحية يصلي أصحاب كل مذهب مرتبين وكان الإمام الحنفي يصلي أولًا، وكان يصلون المغرب في وقت واحد حتى يذكر أنهم كانوا يشوشون على بعضهم، بعضهم يكبر بتكبير الإمام الثاني، ولم يكن هناك ميكرفونات في المسجد الحرام.