كشف إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد عن أن الملك سعود بن عبد العزيز قد أم المسلمين بمشعر عرفات وفي صلاة الجمعة، كما أن الملك فيصل بن عبد العزيز قد أم الناس في صلاة المغرب بعد توليه مقاليد الحكم بالمسجد الحرام عقب زيارته مكةالمكرمة والطواف بالبيت العتيق. وقال ابن حميد إن كتابه (تاريخ أمة في سير أئمة) تكون من قسمين متعلقين بالحرمين الشريفين، كل قسم تم تصنيفه لثلاث فئات للحديث والترجمة لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما منذ عهد النبوة إلى سنة1432 ، أي لمدة (15) قرناً من الزمان، لافتا إلى أنه رتب الأئمة حسب تاريخ وفاتهم، وأنه ذكر أسماء الأئمة الذين لم يجد لهم ترجمة وسرد أسمائهم في نهاية الكتاب مع ذكر الاسم أو اللقب أو الكنية، وأن عدد الذين لم يجد لهم أي معلومات من الأئمة قد بلغ (336) إماماً.. جاء ذلك خلال اللقاء التعريفي بالكتاب مساء أول من أمس الذي نظمه مركز تاريخ مكة، حيث بين ابن حميد أن كتابه رصد أئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما منذ عهد النبوة إلى سنة 1432، موضحا أن الفكرة في البداية كانت تأليف كتاب عن أئمة المسجد الحرام لكنه استقر على إلحاق أئمة المسجد النبوي للكتاب الذي ضم أكثر من 2250 صفحة ووقع في خمسة مجلدات من القطع المتوسط، قسمه المؤلف إلى قسمين: (أئمة المسجد الحرام)، و(أئمة المسجد النبوي الشريف). وطبع عبر دارة الملك عبد العزيز ممثلة في مركز تاريخ مكةالمكرمة. وتحدث ابن حميد عن أهم الصعوبات التي واجهته ومنها قلة المصادر. الكتاب لم يخل من التعريف بالكعبة المشرفة وترميمها وكسوتها ومن أول من بناها، ثم عرج بالحديث عن عمارة المسجد الحرام وتوسعته وعمارة المسجد النبوي وتوسعته عبر مختلف العصور، والتعريف بوظائف الحرمين الشريفين مثل الإمامة والأذان والخطابة والحجابة وإضاءة القناديل وإلقاء الدروس. وخلص المؤلف في نهاية كتابه إلى أن أئمة الحرمين الشريفين يتم تعيينهم من قبل الولاة بدءا من القرن السادس من الهجرة، مشيراً في سياق كتابه الذي اعتمد على (185) مرجعاً، إلى أنه رصد العديد من المواقف والطرائف والأحداث. إلى ذلك كشف ابن حميد عن أنه قطع شوطا كبيرا في تأليفه كتابا عن مؤذني المسجد الحرام والمسجد النبوي، إضافة إلى كتب أخرى عن جميع الوظائف التي كانت تمارس في الحرمين الشريف، وأوصى في نهاية الكتاب بعقد ندوة خاصة عن تاريخ أئمة الحرمين وتوجيه طلاب العلم والدراسات العليا إلى البحث في تاريخ أئمة الحرمين الشريفين ومؤذنيهما ووظائفهم. من جانبه أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان أن مثل هذه الكتب مهمة في وقتنا الحاضر، مشيراً إلى أن التغييرات والمشاريع الجديدة التي شهدتها مكةالمكرمة وخاصة توسعة المسجد الحرام وتوسعة مشعر منى تتطلب إعادة صياغة تاريخ مكةالمكرمة من جديد. فريق علمي يوثق المواقع التاريخية مكةالمكرمة: علي العميري يجوب فريق عمل من دارة الملك عبدالعزيز ومركز تاريخ مكةالمكرمة وعدد من أبناء مكةالمكرمة بدءا من السبت المقبل طرقات وحارات مكةالمكرمة لتنفيذ توثيق شفاهي للمواقع التاريخية يمكةالمكرمة من خلال الالتقاء بكبار السن، وسيركز الفريق على العقارات التي ستزال ضمن مشاريع الطرق الدائرية. وأعلن الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز ومدير عام مركز تاريخ مكةالمكرمة الدكتور فهد السماري قطع الهيئة العامة للسياحة والآثار شوطا كبيرا، استجابة لأوامر سامية لإعداد دراسة شاملة وتطويرية للآثار التاريخية بمكة مثل غار حراء وغار ثور. وبين السماري في مؤتمر صحفي بمركز تاريخ مكةالمكرمة أمس أن المركز أعد توثيقا شاملا لمنطقة الشامية من خلال الصور وعبر تقنية تصوير الجيجابكسل وهو تصوير متطور يحول جزءا من الصورة إلى صورة. وأوضح السماري أن المركز يعمل الآن على التحضير لثلاث ندوات علمية كبرى هي ندوة التعليم في الحرمين الشريفين في عهد الملك عبد العزيز، وندوة سقاية الحجاج عبر العصور التاريخية، وندوة المصادر التاريخية بمكةالمكرمة في مختلف العصور. كما يسعى المركز إلى حصر الرسائل العلمية عن تاريخ مكةالمكرمة لاقتنائها وإعادة طباعة المتميز منها، والتخطيط لبناء حزمة من الاتفاقات العلمية للتعاون مع المؤسسات البحثي، وأنشأ المركز قسما لاستقطاب الباحثات وشكلت لجنة علمية من نخبة من العلماء والمؤرخين لدراسة كل ما يعرض عليها من مشروعات علمية وأفكار بحثية. ووقع المركز اتفاقات مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وجامعة أم القرى ومعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة لتوسيع دائرة مشاركة الباحثين والباحثات.