هذه اللفظة من الألفاظ الدارجة على ألسنة بعض الناس، فإذا ناقش في أمر من الأمور قال شاء القدر أن يحصل كذا وكذا.. وهذه العبارة لا يجوز قولها، وهي من الألفاظ التي ينبغي للمسلم أن يتخلّص منها، فإن الذي يشاء ويقدر هو الله سبحانه وتعالى، فالقدر ليس له مشيئة، بل المشيئة لله وحده، ومثلها قول بعضهم شاءت الظروف. يقول العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في مجموع فتاواه 3/131-132: شاءت الأقدار، وشاءت الظروف ألفاظ منكرة، لأن الظروف جمع ظرف، وهو الزمن، والزمن لا مشيئة له، وكذلك الأقدار جمع قدر، والقدر لا مشيئة له. وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل، نعم لو قال الإنسان: اقتضى قدر الله كذا وكذا فلا بأس، أمّا المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار، لأن المشيئة هي الإرادة، ولا إرادة للوصف، وإنما هي للموصوف. ويقول العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله- (المشيئة من صفات الله تعالى، والصفة تضاف إلى من يستحقها، ولا يقال: «شاءت حكمة الله»، ولا يقال: «شاءت قدرة الله»، ولا «شاء القدر»، ولا «شاءت عناية الله»، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة). معجم المناهي اللفظية ص 313 قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ)[التكوير:29].. وقال سبحانه (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) الكهف:23-24، فالأقدار ليس لها مشيئة، وإنما المشيئة لله عز وجل مقدر تلك الأقدار. ولو قال اقتضى قدر الله كذا وكذا، فلا بأس فقد قال بها بعض أهل العلم؛ ومعنى هذه العبارة أن القضاء الذي حصل؛ حصل موافقًا لقدر الله جل وعلا. قال العلامة الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- («اقتضى قدر الله كذا وكذا».. فلا بأس به. أمّا المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار لأن المشيئة هي الإرادة، ولا إرادة للوصف، إنما الإرادة للموصوف.) وفق الله الجميع للعمل والقول الصالح.