مواصلة لما بدأه في الأجزاء الخمسة السابقة من كتابه «طيبة وذكريات الأحبة» يواصل المؤلف أحمد أمين صالح مرشد في الجزء السادس من هذه السلسلة رصد تاريخ وبيئة المدينة المنوّرة، حيث يتناول هذا الجزء ثلاثة محاور رئيسة في تاريخ طيبة الطيبة تتمثل في تاريخ شرطة المدينة المنوّرة، وتاريخ مدرسة الصحراء بالمسيجيد، وتاريخ المدرسة الفهدية. كما قدَّم له الدكتور عمر بن عثمان فلاتة عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة والمدرس بالمسجد النبوي الشريف، مشيرًا إلى أهم ما يميز هذا الجزء من سلسلة «طيبة وذكريات الأحبة» اشتغال الكتاب على قضية هامة تتمثل في التعريف بمظاهر التطور والحضارة في المرافق العامة بالمدينةالمنورة، وبخاصة مرفق الشرطة، معتبرًا أن ذلك تعريف غير مسبوق بما يجعله أحد التوثيقات الجيدة التي اشتملت عليها السلسلة. يستهل المؤلف بسرد قائمة شملت أسماء الأئمة والخطباء الذين تعاقبوا على الإمامة في المسجد النبوي الشريف من القرن السابع وحتى القرن الحالي، وبلغ عدد من أحصاهم (382). منفلتًا من ثم للحديث عن تاريخ الشرطة بالمدينةالمنورة، مبتدرًا بتقديم عن دور الشرطة، وتعريف لها، مشيرًا إلى أن تعريف الشرطة اصطلاحًا ينظر إليه من تعريفين؛ الأول أنها هيئة نظامية مدربة تدريبًا خاصًا للمحافظة على الأمن وتطبيق الأنظمة وتنفيذ أوامر الدولة، والآخر ما حدده الدكتور بنينودي توليو أستاذ علم الإجرام في جامعة روما بأن وظيفة الشرطة في الدولة الحديثة تتجلى في المحافظة على النظام والأمن في الدولة، كذا قدم الباحث مقدمة عن الشرطة في المملكة العربية السعودية، والوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الداخلية، مشيرًا إلى أن أول مديرية للشرطة في المدينةالمنورة قد أنشئت في بداية الخمسينيات من القرن الهجري الماضي تحت اسم «شرطة المدينةالمنورة» واختير قصر الخالدية مقرًا لها، وتم تعيين محمد بصراوي أول مدير لها، لافتًا إلى أن شرطة المدينةالمنورة تعد من أوائل الشرط التي تم إنشاؤها بعد فتح الحجاز، موردًا تاريخ تطورها ومن تعاقبوا عليها وما كانت تقوم به والمراكز التابعة لها، وكل ما يتصل بها. ثم ينتقل المؤلف للحديث عن تاريخ مدرسة الصحراء في محافظة المسيجيد، مبينًا أن هذه المدرسة أسسها الشقيقان علي وعثمان حافظ في شهر شوال من العام 1365ه وأطلقا عليها اسم «مدرسة الصحراء»، مؤكدًا أنها أول مدرسة في بوادي المملكة.