عندما انطلق السيد على حافظ في رحلته مع القلم، أدرك بثاقب بصره رحمه الله ، أنه يضع لبنات قوية للصحافة السعودية المتطورة مع زملائه الرواد المؤسسين للصحف الأخرى ، وكانت رحلته مع القلم هي رحلة طويلة ثرية وصادقة مع الكلمة المكتوبة ورسالتها الهادفة ، وفي ظني أن الأجيال السابقة من الصحفيين يذكرون بالخير ريادة السيد على حافظ في تثبيت خطاهم على طريق الصحافة وهذه المهنة الهامة رغم كل متاعبها فهي كما يقولون (مهنة البحث عن المتاعب). وكم كافح السيد علي حافظ من أجل أن يكون للصحافة دورها في خدمة الوطن والمجتمع عندما أسس مع شقيقه السيد عثمان حافظ رحمهما الله جريدة (المدينةالمنورة) عام 1356ه ، واشتركا في ادارتها وتحريرها على مدى نحو ثلاثة عقود حتى انتقل امتيازها إلى مؤسسة المدينة ، ونذكر له نحن أبناء مهنته الصحافة تدشينه لتاريخ أول مطبعة بالمدينةالمنورة، بل يسجل له تاريخ الصحافة بالمملكة أنه مع شقيقه ساهما في النهضة الصحفية وهما أول من أقام مطبعة في المدينةالمنورة وجلبا لها من الأجهزة والتجهيزات اللازمة ..فكان للمطبعة والجريدة فضل عظيم في التنوير والتثقيف ، ورعت أقلاما عديدة من شباب الفكر والثقافة والأدب ، حيث حرص السيد على حافظ رحمه الله على تبني المواهب الصحفية الجديدة وقدم لها من الرعاية والتشجيع ما جعلها ترسخ خطواتها على طريق الصحافة والكلمة المطبوعة. نعم كان السيد على حافظ ومايزال اسمه علماً من أعلام الصحافة في بلادنا ، ورائداً بارزاً من روادها، ويسجل له تاريخ الصحافة السعودية عزيمته واصراره على توسيع دور الصحافة تجاه الوطن والتنمية ، وكم كتب وناقش في مقالاته العديد من القضايا التنموية الهامة ، وساند من خلال الجريدة قضايا الأمة وعبر عن مكانة بلادنا ودورها ومسؤولياتها العظيمة في خدمة الاسلام والمسلمين والأمة. ولأبناء المهنة كان السيد على حافظ مدرسة للكثيرين من الأجيال السابقة والأسماء المعروفة في مسيرة الصحافة السعودية، تماما كما كان رحمه الله مدرسة لابنيه السيدين هشام ومحمد على حافظ اللذين أكملا مسيرة والديهما وقدما النموذج الحق لنجاح القدوة من والدهما إليهما ، في عالم الصحافة خاصة وفي الحياة عامة، حيث أسسا امبراطورية صحفية عملاقة تحمل الهوية السعودية وتنتمي لهذا الوطن العزيز، وان صدرت مطبوعاتها الناجحة محلياً وعربياً ودوليا وفي مقدمتها جريدة (الشرق الأوسط) ومجلة (المجلة) إلى آخر قائمة أسماء الاصدارات العملاقة للشركة السعودية للأبحاث والتسويق والنشر. وأذكر أنني تعاملت مع السيدين على حافظ رئيس تحرير جريدة المدينة، وعثمان حافظ مدير عام الجريدة ورئيس تحرير جريدة المدينة في حياتهما من خلال جريدة المدينةالمنورة، وكنت حينذاك موظفا بإدارة الحج في المدينةالمنورة وكان السيد عثمان حافظ مدير ادارة الحج فتعلمت منهما ، وخلال فترة عملي بجريدة (البلاد) والتي كانت في منافسة نزيهة مع جريدة المدينة على تقديم صحافة متميزة وكسب الأسماء الثقافية والأدبية المعروفة في الساحة آنذاك ورغم ذلك كان بقدر جهدي في صحيفة منافسة لهما دون أن يؤثر على علاقته بي كرئيس ومرؤوس ونقلت خدماتي من ادارة الحج إلى بلدية المدينةالمنورة ودارت الأيام وصدر الأمر بتعيين السيد على حافظ رئيسا لبلدية المدينةالمنورة وعملت معه وفي مكتبه الخاص مع السيد حسين هاشم رحمه الله وأسند لي رحمه الله رئاسة مجلس ادارة المجلس البلدي بالبلدية. هكذا كان السيد على حافظ كريم الخصال والسجايا يقدر الموهبة ويرعاها ويشد على يديها ، ويهمه في المقام الأول نجاحها ، فكان بالفعل مدرسة صحفية ناجحة ولقد تعلمنا الكثير من السيدين علي وعثمان حافظ في مدارسهما الصحافة والأدب رحمة الله عليهما وأذكر أيضا ذهابي معه إلى مدرسة الصحراء الابتدائية بالمسيجيد التي أسسها مع شقيقه السيد عثمان عبدالقادر حافظ عام 1356ه على بعد نحو 83 كلم من المدينةالمنورة ، وسلماها إلى وزارة المعارف عام 1381ه بعد أن تخرج منها مئات الطلاب الذين تولوا مسؤوليات كبيرة في العمل الحكومي بعد ذلك ولي ذكريات عزيزة مع هذا العلم البارز من أعلام الصحافة ، وليت الأجيال الجديدة من الصحفيين يطلعون على المناقب والمسيرة الصعبة لهذا الرجل في بدايات تأسيسه لصحيفة المدينة ومطبعتها حيث قلة الامكانيات ولكنها الادارة التي فرشت لهم الطريق بالورود ومهدت الطريق أمامهم بعزيمة رجال أفذاذ كالسيد على حافظ رحمه الله.