جميل جداً وفي زحمة الأعمال والارتباطات الاجتماعية المتشعبة ان تتذكر ونترحم على رجال كانت لهم بصمات واضحة المعالم في بناء هذا الوطن. وحيث اني من أبناء المدينة النبوية على ساكنها أشرف الصلاة والتسليم فحديثي اليوم عن رجل من رجالاتها. وهو علم من أعلام الإعلام ورجل من رجال الفكر والثقافة رحمة الله عليه * هذا الرجل كان مسقط رأسه في طيبة الطيبة لعام 1327ه .المدينة النبوية . نشأ وترعرع على أرضها واستنشق هواءها واحتضنته أزقتها ومشى على أرضها وتعفرت قدماه بثراها وتربتها وتتلمذ في كتاتيبها وعلى مشايخها والتحق بالمسجد النبوي الذي هو بمثابة الجامعة في ذلك الزمان والذي تنتشر فيه حلق العلم كما تنتشر الزهور بين الحدائق الغناء. ومن المسجد النبوي الى التعليم العام وحصل على شهادة التدريس وانخرط في الحياة العملية الكادحة والمليئة بالصعوبات . فبدأ كاتباً في قسم المحاسبة بإدارة المالية في المدينة النبوية ثم كاتباً في المحكمة الشرعية ثم رئيساً للكتاب ثم مديراً لفرع وزارة الزراعة ثم رئيساً لبلدية المدينة حتى عام 1385ه * هذا الرجل هو الذي أسس مع أخيه معلماً من معالم الثقافة في وطننا الحبيب في تلك الحقبة الزمنية التي كانت تعج بالكثير من الجهل وضعف الإمكانيات وهذا المعلم هو جريدة المدينة وكان هذا الحدث في عام 1356ه وقد صدر اول عدد من الجريدة في 26/1/1356ه * هذا الرجل أسس مع أخيه عام 1365ه مدرسة الصحراء الإبتدائية بمنطقة المسيجيد من ضواحي المدينة وعلى بعد ثمانين كيلو فكم كانت المعاناة في الإشراف على هذه المدرسة مع بعد المسافة ووعورة الطريق وقد كانت هذه المدرسة هي أول مدرسة لتعليم أبناء البادية. وقد تخرج منها الكثير من القيادات التي خدمت الوطن واستمر إشرافه عليها حتى عام 1381ه حيث استلمتها وزارة المعارف. * هذا الرجل عمل في المجلس البلدي لمنطقة المدينة وعضوا في المجلس الإداري وعضوا في وفد الحجاز الذي تشرف بدعوى لقاء المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله . * هذا الرجل كان عضواً في مؤتمر الأدباء لعام1394ه في جامعة الملك عبدالعزيز وعضواً في المؤتمر الصحفي بطوكيو لعام1398ه وعضوا في مؤتمر الصحافة لرابطة العالم الاسلامي1399ه ومؤتمر الإعلام في جاكرتا 1400ه * هذا الرجل رغم أعماله الجليلة له مؤلفات منها أضواء من تاريخ المدينة وفصول من تاريخ المدينةالمنورة وسوق عكاظ حقوق الإنسان (بحث) الإسلام في شعر شوقي (بحث) وغيرها من المقالات الصحفية. إن امثال هؤلاء الرجال والقيادات يجب أن تخلد ذكراهم وأن تتوج أعمالهم وأن نتذكرهم في محافلنا فيكونون إضاءات في تاريخ هذا الوطن المجيد . ما أروع هذا الرجل وأمثاله حياة مليئة بالعطاء والكفاح والعمل الدءوب رجال لا يعيشون لأنفسهم إنما يعيشون للآخرين فهم قمم كالنجوم هداة للآخرين. هذا الرجل هو السيد / علي عبد القادر حافظ تلك هي مسيرته يرافقه فيها أخوه عثمان عبد القادر حافظ ونفر من آل حافظ وهم خالد عبد القادر حافظ ومحمد علي حافظ وهشام علي حافظ أسأل المولى ان يتغمد الأموات منهم برحمته وأن يغفر ويتجاوز عن الأحياء منهم. محمد أحمد فلاتة - المدينة المنورة