يحظى مسجد القبلتين بالمدينة المنورة بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، إذ أنه شهد تحول القبلة من بيت المقدس في فلسطين، إلى الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة فسمي كذلك. وجاء في الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور أم بشر من بني سلمة معزيا وذلك في العام الثاني من الهجرة، فصنعت له طعامًا وعند صلاة الظهر نهض عليه السلام يصلي، وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحوّل إلى الكعبة المشرفة في الآية الكريمة ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) . ويقع مسجد القبلتين بالمدينة المنورة على ربوة من الحرة الغربية بالمدينة ويبعد عن المسجد النبوي بنحو أربعة كلم، وقد بني في الأساس من اللبن والسعف وجذوع النخيل، ونظرًا للأهمية الخاصة التي اكتسبها في التاريخ الإسلامي تعاقبت عليه أعمال الترميم والتوسعة والتجديد. وفي العهد السعودي صدرت الأوامر بهدم المسجد وإعادة بنائه وإعادة تخطيط المنطقة التي يقع المسجد فيها وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسية مع إضفاء اللمسة الهندسية المعمارية ذات الطابع الإسلامي. وتتوافد أعداد كبيرة من ضيوف الرحمن زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم على مسجد القبلتين والصلاة فيه، واستذكار واحد من أبرز الأحداث في عهد النبوة.