قد نذهب مع العميد محمد عبدالله المنشاوي مدير إدارة العلاقات الحكومية وإدارة الأمن والسلامة بشركة قطار المشاعر في كل شئ يتعلق بتصريحاته حول تعطل قطار المشاعر .. فرغم ما نُقل من أخبار، وتأكيد الآلاف من الناس الذين تعطلوا لساعات طويلة، وتزاحموا بحشود كبيرة، فإننا سنصدق أنه لم يكن هناك عطل في القطارات ولا زحام ولا جرحى نقلوا للمستشفيات ولا ما يحزنون. وإن ما حدث من "تعطيل" يرجع كما أكد العميد المنشاوي، لعدد من الأسباب التي رأى أنها أربكت عملية تسيير قطار المشاعر على الوجه المطلوب، وإن كانت لم تعطل العملية وهي: - إن عملية التفويج كانت قد أنيطت بعدة جهات حكومية، وهو ما نفهم منه أنها ليست مهمة من المهام الملقاة على عاتق شركة قطار المشاعر. - بالرغم من الجهود المكثفة التي سبقت بدء المهمة وورش العمل فإنه حدث خلل في التفويج! - إن الخلل في التفويج لا يعود لتقصير من شركة القطارات ولا من الجهات الحكومية التي أنيطت بها عملية التفويج بل جاء لأسباب عديدة منها قدوم أعداد كبيرة جدا من حجاج "إحدى الجنسيات" في وقت واحد بخلاف المتفق عليه، وهو ما أربك خطط التفويج وتسبب بتكدس الركاب في بعض المحطات. - رفض مجموعات من الحجاج الخروج من بعض عربات القطار ومكوثهم فيها لبعض الوقت لرغبتهم في الوصول إلى محطة غير مبرمجة في الخطة - افتراش بعضهم لبعض المحطات وإعاقة حركة الركاب - دخول عدد كبير من الحجاج غير النظاميين وبدون تذاكر وركوبهم القطار كل تلك العوامل قد نصدق كلام العقيد المنشاوي بأنه لا دخل لشركة قطار المشاعر، ولا الجهات الحكومية المختصة فيها، وهي التي أدت، كما أكد العميد المنشاوي "إلى حدوث خلل في التنظيم من بعض الجهات وتعارض توجيهات الجهات المختلفة". أما ما لا يمكن أن نبلعه فهو تأكيده "أن المبلغ المتعاقد عليه مع الشركة الصينية يعتبر بجميع المقاييس غير ربحي وأن الشركة كانت حريصة على تقديم أفضل الخدمات وإنجاح الحج إثباتاً لمصداقيتها ورغبة في تجديد عقدها ما اضطرها لتخفيض التكاليف التوظيفية وغير الضرورية حتى لا تتكبد خسائر مادية بالمشروع"؟! وهكذا فإن الجهة القائمة على تشغيل القطار لم ترتكب أي خطأ أو تقصير أو مخالفة، فهي كانت تريد تنمية وعي الركاب وحسهم التنظيمي وقدرتهم على أن ينظموا أنفسهم بأنفسهم دون تدخل جهة ما ... فاللوم، كما قال العميد محمد عبدالله المنشاوي، يقع على "بعض الركاب" الذين "يتحملون جزءًا كبيرا من المسؤولية لسلوكياتهم غير المرغوبة" .. فكل القضية هي أننا "لا نعرف نركب قطارات"؟! نافذة صغيرة: [أَحَشَفَاً وَسُوْءَ كِيلة؟!] من الأمثال العربية [email protected]