تواصل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بث رسائلها التوعوية لضيوف الرحمن في إطار دورها الفاعل في منع المخالفات العقدية والسلوكية، والأخطاء التعبدية في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة. وتنقلنا «الرئاسة» اليوم إلى اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وهو ثاني أيام التشريق.. فإلى نص الرسالة: إذا جاء اليوم الثاني عشر ثاني أيام التشريق، وأراد الحاج أن يتعجل، فإنه إذا رمى الجمرات بعد الزوال ورحل من منى قبل غروب الشمس فلا بأس، فقد تعجَّل في يومين بهذين الشرطين: الأول: أن يرمي الجمرات بعد الزوال. الثاني: أن يكون رحيله من منى قبل غروب الشمس، فإن غربت عليه الشمس وهو لم يرمِ أو رمى ولم يرتحل، لم يجز له الرحيل، ويبقى إلى اليوم الثالث عشر، ويكون متأخرًا، وهو أفضل، إلا من حبسه الزحام عن الخروج من منى قبل الغروب فلا شيء عليه ويعتبر متعجلًا لأنه عزم على الخروج. فالتأخُّر أفضل من التعجُّل بصريح الآية الكريمة ولأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن فيه زيادة عمل من أعمال الحج وهو الرمي لليوم الثالث عشر، فهو أفضل من التعجُّل، والتعجُّل جائز؛ لأن الله تعالى أذن به قال تعالى: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه). طواف الوداع إذا أراد الحاج أن يسافر من مكة إلى بلده أو غيره، فلا بد من طواف الوداع، فيطوف بالبيت سبعة أشواط، وهو واجب من واجبات الحج؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يَنفرنَّ أحدٌ حتى يكون آخرُ عهدِه بالبيت". وقال ابن عباس رضي الله عنهما: “أُمر الناس أن يكون آخرُ عهدِهم بالبيت"، فلا يجوز للحاج أن يسافر بعد الحج إلا إذا طاف للوداع سبعة أشواط، وليس للوداع سعي. أمّا المرأة الحائض والنُّفساء، فليس عليهما وداع؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: “خُفِّفَ عن المرأة الحائض"، ولمَّا قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أن صفية قد حاضت، قال: “أحابسَتُنا هي؟" قالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت، يعني: طافت طواف الإفاضة، قال: “فانفري إذن" يعني: سافري، وأسقط عنها طواف الوداع. فالحائض ليس عليها طواف وداع، وكذلك النفساء إذا طافتا طواف الإفاضة، وطواف الوداع هو آخر شيء من أعمال الحج، يشترط لإجزائه أن يسافر بعده مباشرة، فإن طاف للوداع، وأقام بمكة، أو بات فيها، أو اشتغل ببيع أو شراء للتجارة، فإنه ينتقض وداعه؛ لأنه لم يكن آخر عهده بالبيت، ولو بقي وقتا قصيرًا بعد الوداع ليحمل المتاع ويجمعه أو يتم إجراءات السفر، فإنه لا ينتقض وداعه، لأنه إنما يتهيأ للسفر. صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء