سيطر مقاتلو الجيش الحر على موقع للجيش النظامي جنوب مدينة حلب التي تشهد منذ ثلاثة أشهر معارك عنيفة، بينما سقط 12 قتيلا على الأقل بمواجهات متفرقة صباح أمس بعد يوم دامٍ خلف 238 قتيلا، بالتزامن مع دعوات للتظاهر تحت شعار جمعة «أحرار الساحل يصنعون النصر». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من الكتائب الثائرة تمكنت من السيطرة على حاجز معمل الزيت والذي يعتبر نقطة تمركز للقوات النظامية غرب مدينة سراقب التي تسيطر عليها المعارضة والواقعة جنوب حلب. وأشار المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة استولوا على كميات من الذخيرة ودبابة تابعة للقوات النظامية بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات «سقط على إثرها عدد كبير من القتلى في صفوف القوات النظامية وتسعة شهداء من الكتائب المقاتلة». جاء ذلك بعد أن نجح الجيش الحر في السيطرة على جزء كبير من طريق دمشق حلب، وقطع طريق التموين للجيش النظامي باتجاه حلب. من جانب آخر حاصرت كتائب الجيش الحر في حي الميدان بمدينة حلب «فرع المداهمة» التابع لمخابرات الأسد. وقد رد الجيش النظامي بالمدفعية على مواقع الجيش الحر. من جهته قال رئيس المجلس العسكري للجيش الحر بحلب العقيد عبدالجبار العكيدي إن مقاتلي حزب الله متواجدون في معظم المحافظات السورية ويقاتلون بشراسة، ردا على نفي نصر الله هذا التواجد وأضاف العكيدي في تصريحات صحفية: «نعرفهم من لباسهم وشكلهم، وبالتحديد من طريقة قتالهم. هم يقاتلون بشراسة، ويقاومون بعنف، وبطريقة عقائدية بعكس عناصر الجيش السوري النظامي»، مشيرا إلى أنهم يتواجدون في حلب ودمشق ومعظم المحافظات. وتأتي تصريحات العكيدي المنشق عن القوات السورية النظامية ردا على تصريحات للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في كلمة متلفزة أمس الاول نفى فيها وجود مقاتلين للحزب داخل سوريا، وقوله إنهم متواجدون فقط في قرى حدودية بمحاذاة منطقة الهرمل للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم من هجمات مجموعات مسلحة. بدوره، قال المعارض السوري، مأمون خليفة، إن الشعب السوري «ينظر وبكثير من الألم لمواقف حزب الله الداعمة لنظام بشر الأسد، خاصة أن هذه الجماهير التي يقتلها النظام السوري هي نفسها التي استقبلت النازحين اللبنانيين في حرب يوليو/ تموز في العام 2006». من ناحية اخرى وفي دمشق هز انفجار ضخم وسط العاصمة مساء أمس الاول بينما قال ناشطون إنه استهداف لمبنى الأمن العسكري في ساحة الجمارك بمنطقة البرامكة. وأعلن لواء أحفاد الرسول التابع للجيش الحر عما سماها عملية نوعية تتمثل باستهداف مبنى القضاء العسكري الذي قال إنه تحول إلى مذبح للناشطين والمعتقلين ومقر لإصدار أحكام الإعدام بحقهم. كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نجاحات للجيش الحر بالساحل السوري قال إنها قد تسفر عن إكمال سيطرة الحر على حدود سوريا الشمالية مع تركيا بعد أن بدأت المعارك تزحف من إدلب وجسر الشغور باتجاه شمال اللاذقية.جاء ذلك بينما تظاهر ناشطون سوريون امس تحت شعار جمعة «أحرار الساحل يصنعون النصر». في غضون ذلك، قتل 12 سوريا على الأقل بمواجهات متفرقة امس بينهم تسعة في درعا والباقي في حمص وحلب واللاذقية. كما ذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف بعنف مدينة معرة النعمان، كما قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ بلدة كورين بريف إدلب. وتجدد القصف على خان شيخون بالمدفعية الثقيلة والطيران المروحي. وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى العثور على خمس جثث مجهولة لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي برزة بدمشق، بالتزامن مع قصف عنيف من الطيران المروحي على بلدة معربة بريف درعا وحملة دهم للمنازل واعتقالات تشنها قوات أمن النظام في حي التضامن بالعاصمة. واستهدف القصف المدفعي مدينة داريا بريف دمشق وتركز على الجهة الغربية من المدينة. وقد سقطت عشرات القذائف على بلدة مسرابا في ريف دمشق، وفق الهيئة العامة للثورة التي أشارت إلى عدد غير معروف من الإصابات. كما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى العثور على خمس جثث بحي بروة الدمشقي جميعهم تم قتله بطريقة وحشية بالبلطات وآلات حادة من قبل قوات الأمن وشبيحة النظام. ووثقت الهيئة سقوط ستة قتلى في بلدة معربة بريف درعا أثناء الاشتباكات بين قوات جيش النظام والجيش الحر أثناء الهجوم على حاجز خربة وكتيبة السهوة بعد قصف المدينة ببراميل TNT المتفجرة من قبل الطيران المروحي والمدفعية الثقيلة.في الأثناء امتد القصف المدفعي إلى ريف حمص الجنوبي، وكان أكثر عنفًا على قرية جندر وبساتينها، وفق الهيئة التي أشارت أيضًا إلى حملة دهم واسعة واعتقالات عشوائية في حي نهر عيشة واعتقال عدد من الشباب من قبل قوات الأمن والشبيحة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حوالي 238 شخصا قتلوا أمس الاول، بينهم 146 من المدنيين، سقطوا في إدلب وحلب ودرعا وريف دمشق وحمص ودير الزور وحماة.