أوصى المشاركون في مؤتمر «الجماعة والإمامة» في الرياض أمس بتقديم الشكر الجزيل والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على الموافقة السامية على عقد هذا المؤتمر المهم برعايته. وقدروا هذا الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة بما يخدم ثوابت هذه البلاد، ويخدم قضايا المسلمين. وأكدوا على تحمل المسؤولية من جميع فئات المجتمع وشرائحه، كبارًا وصغارًا، ذكورًا وإناثًا، مسؤولين وعامة تجاه هذه الصورة المثالية التي تعيشها المملكة من الوحدة والألفة والاجتماع، وقيام الإمامة بصورتها الشرعية التي تحقق مقاصد الشرع في هذه الأصول، والأخذ على يد كل من يزرع الفرقة والشقاق والفتنة، فالوطن للجميع، وحمايته من هذه المؤثرات والمهددات واجب ديني وطني نتحمله أمام الله ثم أمام ولاة أمرنا. وأشاد المشاركون بالتجربة الرائدة للمملكة في مواجهة الأفكار المنحرفة التي تستهدف في جملتها مسائل الجماعة والإمامة بشبهات يتم التلبيس بها، وذلك من خلال لجان المناصحة والبرامج المتفرعة عنها، ويوصي المشاركون بالاستفادة من هذه التجربة الحوارية ودعمها وتطويرها بما يحقق إقامة الحجة، والإعذار إلى الله، واحتواء الشباب وإعادتهم إلى الصواب. ومن بين التوصيات تأييد ماتتخذه الدولة من خطوات مباركة شرعية وفكرية وعلمية وأمنية وقضائية لتحصين الوطن من دعاة الفرقة وشق عصا الطاعة والاعتصامات والمظاهرات وغيرها مما يخل بصورة الجماعة والإمامة، ويؤكدون على أهمية التعاون والتكامل والتعاضد تحقيقًا للمقاصد ودرءًا للمفاسد. وأوصوا بالعناية بالتأصيل الشرعي لمسائل الجماعة والإمامة وتحرير مسائلهما، انطلاقًا من نصوص الشريعة ومنهج سلف الأمة في فهمها، وتضمينها في مناهج التعليم في المراحل الأولى بما يتناسب مع مراحلهم العمرية، واعتماد مفرداتها ومضامينها في مقررات الثقافة الإسلامية في المراحل العليا لما لها من أهمية بالغة في غرس هذه الأسس في نفوسهم، وتحصينهم من المؤثرات التي تخل بهذه الأصول. وأكدوا على أهمية تقديم مضامين ناضجة، مدعمة بالنصوص، مؤطرة بالضوابط، مقدمة بمهنية واحترافية، لتكون مادة إعلامية يتم من خلالها إبراز منهج السلف الصالح في مسألتي الجماعة والإمامة، نظرًا لتأثر الشرائح المجتمعية بالإعلام عمومًا، وشبكات التواصل الاجتماعي خصوصًا، فالوصول إلى هذه الشرائح مسؤولية كبرى تتحملها النخب العلمية والإعلامية. كما أكدوا على تعزيز المبادرة الملكية من خادم الحرمين الشريفين باعتماد لغة الحوار بين أتباع الديانات والحوار المذهبي باعتماد هذه الأصول مادة للحوار في القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية، والتلاحم بين أبناء المجتمع، لما لها من أثر في تحقيق هذه المقاصد، والتعايش بين أطياف المجتمع انطلاقًا منها. وكذلك إنشاء كرسي بحثي لدراسات الجماعة والإمامة يحمل اسم المؤسس الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ويهتم برصد الأطروحات والكتب والأبحاث سواء التراثية منها أو ما تسهم به الجامعات، وينشأ لهذا الكرسي موقع على الشبكة يكون تفاعليا، ويوجه لشرائح المجتمع المختلفة، ويكون مقره جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومن الوصايا أهمية إعداد الدعاة والخطباء والأئمة وعقد دورات متخصصة في هذه الأبواب لما لهم من أثر مهم في تحقيق الاجتماع والائتلاف، ودرء مظاهر الفتن عن المجتمع.