أوصى المشاركون في مؤتمر “الجماعة والإمامة.. المملكة العربية السعودية أنموذجاً” بإنشاء كرسي بحثي لدراسات الجماعة والإمامة يحمل اسم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويهتم برصد الأطروحات والكتب والأبحاث سواء التراثية منها أو ما تسهم به الجامعات. وأشاروا في توصيتهم إلى أن ينشأ لهذا الكرسي موقع على الإنترنت يكون تفاعلياً، ويوجه لشرائح المجتمع المختلفة، ويكون مقره جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ونظمت المؤتمر، الذي اختتمت أعماله أمس، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثلة في كلية أصول الدين، بمقرها في الرياص، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ودعا المشاركون إلى الاستفادة من تجربة المملكة الحوارية، في مواجهة الأفكار المنحرفة التي تستهدف في جملتها مسائل الجماعة والإمامة بشبهات يتم التلبيس بها، من خلال لجان المناصحة والبرامج المتفرعة عنها، ودعمها وتطويرها بما يحقق إقامة الحجة، واحتواء الشباب وإعادتهم إلى الصواب. وأكدوا تحمل المسؤولية من جميع فئات المجتمع وشرائحه، كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، مسؤولين وعامة، تجاه هذه الصورة المثالية التي تعيشها المملكة من الوحدة والألفة والاجتماع، وقيام الإمامة بصورتها الشرعية التي تحقق مقاصد الشرع في هذه الأصول. وأوصوا بالعناية بالتأصيل الشرعي لمسائل الجماعة والإمامة وتحرير مسائلهما، انطلاقًا من نصوص الشريعة ومنهج سلف الأمة في فهمها، وتضمينها في مناهج التعليم في المراحل الأولى بما يتناسب مع مراحلهم العمرية. وتعميم أبحاث المشاركين على كافة المؤسسات العلمية والدعوية والتربوية، المدنية والعسكرية، داخل المملكة وخارجها، عبر فروع الجامعة، وعبر الملحقيات والممثليات الثقافية الدبلوماسية الرسمية. وأكدوا دور المرأة المسلمة في غرس هذه الأصول، وتربية الناشئة عليها، وتجسيد مقومات المواطنة الصالحة في أبواب الجماعة والإمامة، وعموم الأصول التي تشكل حصانة للأسرة، وعاملاً رئيسًا في استقامتها. كما أكدوا أهمية تقديم مضامين ناضجة، مدعمة بالنصوص لتكون مادة إعلامية وخصوصاً الإعلام الجديد، يتم من خلالها إبراز منهج السلف الصالح في مسألتي الجماعة والإمامة. واقترح المشاركون إقامة الدورات العلمية وحلقات النقاش والمحاضرات التي تؤصل مفهوم الجماعة والإمامة، وتبين واجب المواطن تجاه دينه ووطنه وجماعته وولاة أمره. والعمل على استقراء الشبهات المتعلقة بالجماعة والإمامة ورصدها، ثم الرد عليها بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع المستند إلى الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، واستكتاب المتخصصين عبر مشروع بحثي يقدم من خلال الكراسي البحثية المتخصصة في دراسات العقيدة، ثم توفيرها بعد أن يتم تحكيمها ومراجعتها قبل نشرها وفق الإجراءات المعمول بها في هذا المجال. ورأت التوصيات ضرورة العمل على تجاوز التنظير والتأصيل إلى برامج علمية عملية مؤثرة في بناء منظومة القيم المتعلقة بالجماعة والإمامة، عبر صناعة وبناء ألعاب إلكترونية مطورة، يتم الإفادة مما هو مطروح، وتطويره بما يحقق غرس هذه القيم، ويحمي من الانحراف, ويتطلب ذلك تكوين فرق متخصصة يكون من ضمنها متخصصون في العقيدة. وعبر استغلال أماكن التجمعات الشبابية في الأندية الأدبية والرياضية لعرض مضامين مركزة. إضافة إلى إقامة مسابقات يتم بناء مضامينها من خلال اللجان المعنية بالأنشطة الطلابية في مدارس التعليم العام والتعليم العالي، تنطلق من هذه الأصول، وتعتمد الإقناع والإمتاع. ورأى المشاركون في المؤتمر أهمية إعداد الدعاة والخطباء والأئمة وعقد دورات متخصصة في هذه الأبواب لما لهم من أثر مهم في تحقيق الاجتماع والائتلاف، ودرء مظاهر الفتن عن المجتمع. وأوصوا بطرح وطرق موضوع الجماعة والإمامة انطلاقاً من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح عبر خطب الجمعة والمحاضرات التي تعقدها المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية، مع حسن اختيار من يشاركون في مثل هذه الأنشطة. الرياض | الشرق