اختُتمت مساء أمس أعمال مؤتمر «الجماعة والإمامة.. المملكة العربية السعودية أنموذجاً»، الذي عُقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتنظيم من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بكلية أصول الدين، في مقرها في الرياض. وخرجت جلسات المؤتمر، الذي استمرت أعماله ليومين، بإجماع على أهمية الجماعة والإمامة، وأن الوصية عظمت بهما في الكتاب والسنة، وأن الإمامة ركن لازم لتنظيم علاقات الأفراد داخل الدولة، واستغلال الموارد لصالح الجماعة، وإقامة العدل، وحماية الدين، ونشره وتنظيم العلاقات مع الدول الأخرى، وعلى وجوب لزوم الجماعة، وطاعة ولي الأمر، وعدم الخروج عنها، والبُعد عن أهل الأهواء والشذوذ، والتحذير من الفرقة والخلاف. وبحضور مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل، ترأس مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد المقرن، الجلسة الثامنة، التي بيّن فيها الدكتور محمد السريع في بحثه «أساليب القرآن الكريم في الحث على الجماعة»، أن القرآن الكريم هو النور والهدى، وفيه كل ما يحتاج الناس لصلاح دينهم ودنياهم، موضحاً أن من القضايا التي حثّ عليها القرآن لزوم الجماعة، والتحذير من الفرقة والاختلاف. فيما أكد الدكتور ناصر العقل في بحثه «مفهوم الجماعة في الكتاب والسنة»، أن تحقيق الجماعة بالمفهوم الشرعي من مقاصد الدين العظيمة، وهي وصية الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم. وبيّن العقل من هم الخارجون على الجماعة، مشيراً إلى أنهم أهل الأهواء والافتراق والشذوذ والخارجون على الأمة وأئمتها بالسيف والقوة. وأوضح حكم الخروج على الجماعة، مبيناً أنه أنواع: منها ما هو مكفر، ومنها ما هو بدعة أو فسق وظلم. أما الدكتور يحيى الطويان، فقدم بحثاً بعنوان «أولو الأمر وطاعتهم»، أكد فيه أن لولاة الأمر من المسلمين مكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة في الإسلام، إذ أمر الله بطاعتهم بالمعروف، ورتب على هذه الطاعة الأجر في الدنيا والآخرة، مستعرضاً مسائل في طاعة ولي الأمر، إضافة لثمرات طاعته وما يحصل بتحققها من وحدة المجتمع وأمنه والبُعد عن الفوضى. وقدم عبدالله الشمري بحثاً عن «حكم الخروج على ولي الأمر من خلال نصوص الكتاب والسنة»، مؤكداً فيه أن معتقد أهل السنة يجمع على وجوب لزوم الجماعة وطاعة ولي الأمر، ولا يجوز الخروج عليه، والمسلمون تحت ولايته جماعة يجب لزومها. وتحدث عمّا عُرف في الإعلام ب»الربيع العربي»، مبيناً أن هذه الثورات لاشك من الفتن التي ندعو الله أن يجنبنا الوقوع فيها، وقد وقع فيها من سفك الدماء والقتل ما لا يعلمه إلا الله، وأن من الفتن في هذه الثورات انخداع كثير من الناس بها تحت عناوين مختلفة منها الديمقراطية والحرية. وبيّن الدكتور هشام آل الشيخ في بحث بعنوان «الأحكام الفقهية المتعلقة بالجماعة والإمامة في العبادات والمعاملات وتطبيقاتها في السعودية»، أهمية الجماعة والإمامة، مشيراً إلى أنها منهج رباني شامل لجميع أمور الحياة الدينية والدنيوية. واستعرض مسائل متعلقة بالمعاملات مثل جواز نزع الإمام ملكيات خاصة للمصلحة، وإحياء الموات. فيما قدم الدكتور حمد الشتوي ورقة بعنوان «مفهوم الجماعة في ضوء الكتاب والسنة»، بيّن فيها أن واقع الأمة وما تعانيه من ضعف وتشتت يدعو لدراسة الإمامة والجماعة لما تمثله من قيمة عظمى وأهمية كبرى.