ماذا ينتظر المجتمع الدولى بكافة هيئاته ومنظماته وناشطيه وخبرائه.. ما هى الحلول المتوقعة من اجتماعات تتم يوما بعد الآخر تتناول كلها القضية السورية وتتلكأ فى أروقة تلك المنظمات تتقاذفها الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن فى انعدام الارادة الدولية الفاعلة والتى تصدر قرارًا ملزمًا تنصاع له الدول وتنفذه وتجمع أمرها على وقف نزيف الدم السورى واستفراد حاكم طاغية بشعب أباح دماءه ودمر بنيته التحتية وقضى على اقتصاده ومن أجل ماذا؟ من أجل أن يظل بشار على كرسى الرئاسة فوق جماجم الموتى وصرخات المعذبين وشلالات الدماء التى تسيل فى كل المدن والقصف بالطيران والمدفعية والتى لا تفرق بين كبير وصغير وطفل وشيخ.. أي جنون هذه وأي مذابح لا يحس المجتمع الدولى بعنفها ومجافاتها لكل الشرائع والديانات والقوانين. لقد تمدد بطش بشار وعنجهيته فى ظل الضعف البائن من مجلس الأمن وموالاة موسكو وبكين وطهران للنظام القمعى واستهلال نزيف الدم السورى والإمعان فى تأخير الحسم بوضع العراقيل تارة والتباطؤ تارة أخرى ثم استخدام الفيتو لمنع أي عقوبات او قرارت ملزمة ومجلس الامن مشلول. واضافة الى ذلك يبدو الإسناد الإيرانى بالسلاح والعتاد والمؤن والمستشارين والمقاتلين واضح وهو امر اعترفت به القيادات العسكرية الإيرانية وهو ما يشكل تدخلا سافرا فى ما يجرى على الأرض ويمد نظام بشار بطاقات جديدة لكى يستمر فى عدوانه وعنفه ومن أجل ماذا ؟ .. من أجل مشروعات ومخططات تسعى اليها إيران لبسط نفوذها وهيمنتها دون ان تضع فى جسبانها أن الأسد ذاهب وأن من يزرع الريح لا بد أن يحصد العاصفة طال الزمن أو قصر. ولعل الرسالة التى وجهها العرب فى أكثر من مرة ومن كل المنابر أن الكيل طفح وان الإرجاءات الكثيرة لاتخاذ قرارات حاسمة تساهم فى ارتكاب الأسد لمزيد من المذابح وان الدم السورى ليس رخيصا لهذا الحد.. والمطلوب أن تكون الإرادة الدولية فى المستوى المطلوب وأن تفهم القوى المساندة لدمشق فى عدوانها أن ساعة الحسم قد أزفت ومهما فعلوا فلن ترجع عجلات التاريخ إلى الوراء لأن بشار ذاهب والمسالة مسالة وقت وحينها ستندم تلك القوى على أنها لم تقف فى الجانب الصحيح مع العدل والحرية وحق الشعوب فى حياة حرة كريمة وستفقد الكثير من مكانتها ومصالحها الاقتصادية وان المنطقة ستتغير وسينتصر الشعب السورى سواء تحركت القوى الدولية أو لم تتحرك لأن بذل الدم لا يذهب هدرًا وإرادة الشعوب لا بد أن تنتصر.