يومًا بعد الآخر يثبت النظام السوري أنه غير مؤهل لإدارة البلاد، ولا رجاء، ولا نفع منه، كما أنه تحوّل إلى خميرة عكننة لاستقرار وأمن وسلامة مواطنى سوريا والجوار الإقليمي.. وما يؤكد ذلك مجريات الأحداث، وتتابع ارتكاب هذا النظام الشرير لأفعال تخرج عن نطاق الإنسانية والأخلاق، واحترام حقوق مواطنية، والعمل على خدمتهم بدلاً من إرعابهم. إن ما تشهده المدن السورية والأرياف من تقتيل، وإذلال، وتشريد، وتخويف، واغتيالات، وهدم للدور، وإبعاد، ونفي تؤكد أن مَن يقود سوريا مجرم بامتياز، ويجب العمل على إزاحته من كرسي الحكم حتى ينعم السوريون بالهدوء والأمن والاستقرار.. لكن النظام القمعي لا يريد أن يرحل ولا أن يوقف إبادته ومذابحه للسوريين ممّا يدعو إلى تشديد العقوبات عليه بشتّى صورها، وأنواعها ثم البحث عن إسناد عسكرى قوى للمعارضة بكيفية ونوعية معلومة لأن ترك الفريسة للصياد أمر مؤسف، ويوسع من القابلية للقاتل يغتال المزيد من الأرواح، ويتمكن من الاستفراد بضحاياه التي لا حول لها ولا قوة. المشهد السوري ملون بدماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنهن وأمتهم، ولا يكافئ هذا الدم إلاّ موقف عربي قوي وصامد، يؤسس مع المعارضة المسلحة جبهة عريضة، همّها الأساس إزاحة هذا النظام الأسدي البغيض والتهيئة لقيام حكومة انتقالية من جميع أطياف الشعب السورى بسلاسة، ونعتقد أن هذا ممكن، وشرعي، والتلكؤ فيه يعطي وقتًا إضافيًّا لبشار ليستجمع قواه، وينفذ مذابح جماعية، وإبادة ممنهجة لطالبي الانعتاق من أسر نظامه القمعي. والمطلوب من المجتمع الدولي -الذي فشل حتى الآن- في إلزام الأسد بتعهداته ومواثيقه التى مهرها لانتقال سلمي للسلطة ورحيله المطلوب منه البحث عن نهج وآلية جديدة صارمة توقف نزيف الدم من جهة، وتساعد اللاجئين، وتدافع عن المدن السورية الثائرة من هجمات الطائرات، وقصف المدافع، والدبابات، والتي دائمًا ما تكون حصيلتها مزيدًا من القتلى والجرحى.. وهنا يجب ألاّ يوقف المجتمع الدولي "فيتو أيًّا كان مصدره"؛ لأن القضية واضحة المعالم، وتقع تحت البند السابع، وإزهاق الأرواح لا يحتاج إلى عدسات مكبرة لتتم رؤيته، وظلم النظام وعنجهيته، واستكباره فاق حدود الصبر؛ لذا لا بد من اليد القوية التي تكسر دائرة التردد والمخاوف، وتنتصر للشعب السوري الحر.