النظام السوري يحاول دائمًا شراء الوقت من أجل الاستمرار في السلطة، واتضح هذا في العديد من التصرفات والتسويف المستمر الذي يمارسه تجاه القرارات الدولية، ويومًا بعد الآخر يطلع بحيل وألاعيب لا يمكن أن تمر على أحدٍ ولا يوجد أي مسوغ قانونى أو أخلاقى يسندها. وحتى الآن يبدو نظام بشار في الظاهر قد انصاع إلى الإرادة الدولية ونفذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان وقام بإيقاف العنف وسفك الدماء ثم أخرج دباباته وأسلحته الثقيلة من المدن.. لكن الوقائع على الأرض تقول غير ذلك لقيام نظام بشار أمس بإطلاق النار على متظاهرين خرجوا في احتجاجات عقب صلاة الجمعة مما أدى إلى مقتل عدد منهم وهذا يؤكد الطبيعة الوحشية لحكومة الأسد وميلها لقتل أبناء الشعب دون رحمة أو وازع أو ضمير. والأمر الثاني الذي يؤكد أن الأسد وأركان نظامه يتحايلون على القرارات الدولية تضييقهم على وصول الإمدادات الإنسانية إلى المدن المحاصرة والأطفال والنساء الذين هم في أمس الحاجة إليها والتحجج بكافة الذرائع لعدم إيصالها مما دعا أنان لمطالبة دمشق بفتح ممرات آمنة لأجل ذلك. إن أفعال النظام السوري وتصرفاته تحت نظر العالم الآن وهو في كل الأحوال يخدع الكل؛ لذا لا بد من وقفة حازمة في وجهه والتركيز على إرسال قوة مراقبين ذات صلاحيات واسعة مما يجعلها مؤهلة لتوثيق انتهاكاته وجرائمه التي وصلت إلى درجة أنها ضد الإنسانية ومحاسبة مرتكبيها في "الجنائية الدولية" بلاهاي. لقد فوّت نظام بشار الأسد الكثير من الفرص التي كان يمكن أن توقف نزيف الدم ورفض نقل السلطة بشكل سلس وآمن واحترام رغبات الشعب في الحرية والديمقراطية وإتاحة الفرصة له ليختار طريقة الحكم التي يريدها دون قهر أو استخدام القوة ليذعن. وفي كل الأحوال ستنتصر إرادة الشعب السوري الحر ولن تذهب دماء أبنائه الزكية التي مهروا بها الدرب الموصل إلى حريتهم وانعتاقهم من نظام جائر باع وطنهم لآخرين لا يريدون له الخير وحاول فصلهم عن محيطهم العربي وفضائهم الإسلامى الطبيعي وهذا أمر مستحيل.