يومًا بعد الآخر تضيق حلقة الخناق على نظام بشار الأسد القمعي، وكلّما ضاقت بفعل ضربات قوات الثوار جن جنونه، وتمادى في هجماته الشرسة بكافة أنواع الأسلحة على المدن السورية الباسلة، باعتقاد أنه يمكن أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ويستمر في الحكم مذيقًا الشعب السوري كل صنوف البطش والتعذيب. لكن صفحات التاريخ تقول إن الطغاة دائمًا إلى زوال وتبقى الشعوب التي تتوق للحصول على حياة حرة كريمة مثلها مثل الآخرين، وهذه الأطروحة لم يفهمها نظام بشار الخائر حتى الآن، ولا أركان نظامه المتخندقين معه في صف الباطل الضال يزينون له أفعاله ويساعدونه في ارتكاب المجازر، وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة، وهدم المدن وتشريد السكان إلى لاجئين ونازحين. وإذا كانت الإرادة الدولية قد حددت رؤيتها عبر سلسلة من القرارات التي تدين نظام دمشق المتهالك، فإنه وفي ذات السياق خرجت جموع الشعب السوري بكافة أطيافه وحملت السلاح لتدافع عن حقها في الحياة ورد الظلم والعدوان لكن نظام دمشق لم يفهم حتى الآن أنه لا نكوص إلى الوراء وأن السوري الذي حاول بشار وأزلامه إخضاعه بقوة السلاح لهيمنتهم قد كسر القيد، وانطلق المارد من القمقم. إن مسالة زوال الأسد بمؤسساته المهترئة مسألة وقت إلاّ لأن كل الوقائع على الأرض تؤكد أنه فقد شرعيته، وكان عليه الرحيل وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية، وهو ما حاول العرب والمجتمع الدولى توفيره لإيقاف نزيف الدم هناك لكن بشار وأركان نظامه فونتو هذه الفرصة لتمسكهم بالسلطة، والانتفاع منها، ولخضوعهم لأجندة خارجية لا تمت إلى سوريا العربية بأي حال من الأحوال. لقد آن الأوان لأن يشدد المجتمع الدولي حصاره وضغطه بكل الوسائل على نظام بشار، وأن يدعم المعارضة بكل المعينات حتى تكسر شوكة الظالم، والمعتدى كما ينبغى تشجيع العناصر التى لا تزال فى دائرة حكمه على الانشقاق والالتحاق بالثوار، والمجتمع الدولي مطالب أيضًا بتوفير السلاح للمقاتلين حتى يدافعوا عن أنفسهم، ويحافظوا على المدن المحررة والتى تجت سيطرتهم. القضية السورية الآن في مرحلة تحول والنظام الخائف يحاول الاستعانة بحلفائه الذين لن ينقذوه في نهاية الأمر من غضب الشعب، ومهما طال الزمن او قصر سيشرق فجر الأمة السورية، وسوف تعود إلى صف أمتها عزيزة كريمة مهابة وقوية.