كلَّف الدولةَ مائةً وثلاثين مليون ريالاً، ومِساحتُهُ 14000 مِتْراً مُرَبَّعاً، ويضمُّ تسعةَ عشرَ استديو، وواحداً وعشرين غرفة تَحَكُّم، وزُوِّدَ بأحدث نُظُم التشغيلِ الرّقْمِيّة، ونظامِ نداءٍ آليِّ، وفيه بيْتٌ من بيُوت الله، ومبنى للخِدْمات العامة، وإرشيفٌ مركِزيُّ، وكاميرات مُرَاقَبَة أمنيّة، ونظامٌ للإنذار، ومكافحة الحريق، وافتُتِحَ يوم السبت 17 شوال 1432ه (أي قبل ثلاثة عشر شهرا)، هذا هو المبنى الجديد لإذاعة البرنامج الثاني من جدة، ما كان الناس يعلمون أنها لم تنتقل بعدُ إليه، لو لم يقرؤوا تصريحاً لسعادة المدير العام لإذاعة جدة الدكتور عبدالله الشايع كشف عن صعوبة اكتمال الانتقال إلى المقر الجديد للإذاعة والتلفزيون، الذي افتتحه معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجه، إلا بعد شهر ونصف من الآن" (صحيفة المدينةالمنورة، 3 ذو القعدة 1433ه، ص 23) مُعَلِّلا ذلك بأنّ المبنى يتألف (يتكوّن) من "13 قناة إذاعية، مما يجعل نقلها مباشَرَةً إلى المبنى الجديد، أمرًا صعْبَ التحقيق بصورة مباشِرَة، وفورية"، وهنا لا بُدَّ مِنْ وقفة. هذا كلام مرفوض، وغير معقول، وغير منطقي، فأيُّ مبنى لأيِّ مشروع إعلامي، في أيِّ مجتمع كان، لا يُفْتَتَحُ عادةً، إلا بعد استكمال كل متطلبات العمل فيه، وإلا فليس هناك داعٍ لافتتاحه على بركة الله، ليُؤَدِّيَ واجباته المنوطة به، وبعد ثلاثة عشر شهرا، يُفَاجَأُ الناسُ بأنّ الانتقالَ الفِعْلِيَّ للمبنى مُتَعَذِّر. "ما هكذا يا سعدُ تُوَرَدُ الإبل"!! وما هكذا تكون الإدارة الفعّالة!! وما هكذا يكون التنظيم المُجْدِي!! فإذا كانت هناك معوقات، فقد كان من الأفضل أن يكون الانتقال بعد إصلاحها، لاسيّما وأنّ المبنى القديم لإذاعة جدة، أكَلَ الدهرُ عليه وشَرِب، إلى أن جاء معالي الوزير "خوجه" فأنقذَهُ مِن انهيار تام. هل صحيح أنّ الأجهزة الفنية، التي تُعَدُّ من أحدث الأجهزة الإذاعية في العالَمْ، لمْ يتدرّب عليها الفنيون السعوديون تدريبا كافيا، قبل الانتقال إلى المبنى الجديد؟.. وهل صحيح أنّ خللاً فيه يستدعي تدخُّل معالي الوزير شخصياً للتحقيق في الأمر؟.. وهل صحيح "فات الميعاد"؟!.. ما يدورُ في الوسط الإعلامي يُبدِّد جهود الوزارة وطاقاتها، ومِنْ المستحسن التحقيق في الأمر، فقد تكون هناك أشياء خارج مسؤولية الوِزَارة، ومسؤوليها. فاكس: 4543856 - 01 [email protected] [email protected]