سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“أمين المظالم الصحية" هل يصبح أمينٌ عامٌ للمظالم الصحية، حقيقةً قائمة لحماية المجتمع من أخطار تلقي بظلالها القاتمة عليه، وتكبُّله بأغلال لا يمكن الفكاكُ مِنْ براثنها، إلا بتحليل المشكلات، ومعرفة أسبابها وبواعثها
تحت هذا العنوان، كتبتْ مواطنة منْ نبتِ هذه الأرض وغرَاسها ( نورة العمرو) مقالا، استنبتتهُ من الواقع، وبذرتهُ في أرض الوطن، والعنوان ليس منْ قبيلِ التلاعبِ بالألفاظ، بل عن اقتناع بأنّ التخطيط للمستقبل، يمرُّ عبرَ بوابةِ الحاضر، ويتم باختيار النموذج الأصلح، بمحض الرغبة الإنسانية الحرة. " الحاجةُ أمُّ الاختراع" مثلٌ معروفٌ، وحقيقةٌ قائمةٌ، فضلاً عن أنها حق طبيعي للإنسان، مردودهُ إيجابي، طالما أنه يتم من خلال قنوات تنظيمية، لها دوْر مباشر، في صياغةِ الأنظمة العامة. يدخلُ في إطارِ هذا المفهوم، ما اقترحتهُ الكاتبة (نورة العمرو) عن تعيين أمين عام للمظالم الصحية، رأتْ أنْ يكون" شخصا مستقلا، يتم تعيينه للقيام بتحقيقات مستقلة، غير رسمية في الشكاوَى والحوادث، التي لا تتعاملُ معها وِزارة الصحة بالشكل المطلوب، ويحققُ أيضا في سوء الخدْمات للمواطنين، انتهاء بالشكاوَى الإدارية التي يقدمها منسوبو الوزارة من: أطباءَ، وممرضين، وممارسين صحيين، وطواقمَ إدارية، وغيرهم" (صحيفة الوطن، 11 شوال 1433ه، ص 12). مهدت الكاتبةُ الفاضلةُ للاقتراح، بوجودِ أمين عام للمظالمِ الصحية في المجتمع البريطاني منذ العام 1973م ومنْ بعدُ في الأممالمتحدة عام 2002م، والمعروف أن "الحكمةَ ضالةُ المؤمن يلتقطها أنى وَجدها" كما أنّ المجتمعات تأخذُ مِنْ بعضها وتعطي، والسؤال الآن: ماذا لو كانَ في المجتمع السعودي أمين عام للمظالم الصحية ؟ يجبُ الاعترافُ أولاً بأنّ هناك عوائقَ رئيسة أمامَ التنمية الصحية الحقيقية، ويجبُ الاعترافُ كذلك بأنها تهمشُ كثيرا من الخدْمات الصحية للمواطنين، التي لم تعد تخفى على أحد، ومن ثم يمكن القول: إن أداء الجهة المعنية بالخدمات الصحية، وما يعتوره من ضعف ونقص وتعثر، وما يسود بين المواطنين من حالات تذمر وإحباط، يطرح تساؤلات وتخوفات ليست مصطنعة، ولا مجرد افتراضات تشاؤمية، بل تعبر عن واقع لا يجوز القفز عليه، يقيم العراقيل تلوَ العراقيل، ويعمق الهوة، ويذْكي التناقض، وينْهك التنمية، ويعيد العجلة إلى الوراء، وهنا تكمن الخطورة، وهل يصبح أمينٌ عامٌ للمظالم الصحية، حقيقةً قائمة لحماية المجتمع من أخطار تلقي بظلالها القاتمة عليه، وتكبُّله بأغلال لا يمكن الفكاكُ مِنْ براثنها، إلا بتحليل المشكلات، ومعرفة أسبابها وبواعثها، بمضمون يلتمس الشرعية والمصداقية. اقتراح " نورة العمرو" جدير بالتأمل والتمعن ، ومنْ المتفقِ عليه أنّ المجتمعات تصبح أكثرَ كفاءةً، وأكثرَ ثقلاً، إذا ربطت معوقاتها بما في حوزتها من إمكانيات، وما في إمكانها أنْ تؤَديهُ، والاقتراح أمام صناع القرار، ووجهَات النظر مرغوبة، ومطلوبة، ومستحسنة. بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 4543856-01 [email protected]