أخيرا، وفق الله وزير الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجة) لتنال الإذاعة السعودية المسموعة (البرنامج الثاني من جدة) ما أخذته منها الإذاعة المرئية (التلفزيون) إلا المستمعين، فلازال الصوت مستحوذا على الآذان، في كل وقت وأوان. الإذاعة التي أبصرت النور عام 1368ه (1949م) ها هي في عام 1432ه (2011م) تبدو فتاة في العشرين، مشروعها قال عنه مديره (المهندس حاتم أبو ناصف): «يشمل مبنى الاستديوهات الإذاعية، ومبنى الخدمات، والمسجد، ويحتوي على (19 استديو و(21) غرفة تحكم، وزود بأحدث الأنظمة، وغرف عزل، ومونتاج، واستديوهات للتمثيليات الإذاعية، والموسيقا، وتفتح جميع أبواب الغرف داخل المبنى، عبر أرقام سرية تمنح للموظف». ليس ثمة شك أن المشروع نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الإذاعة السعودية، لكن الشؤون الهندسية خطفت كل الأضواء، في حوار «عكاظ» مع الصديق الدكتور رياض نجم وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية والمشرف العام على الشؤون الهندسية (عكاظ،17 ذو القعدة 1432ه، ص 26-27) فعلى مدى ساعة ونصف، وفي صفحتين متقابلتين: غلب الحديث على الجانب الفني للمشروع، أما البرامجيون فمهمشون ومستبعدون، لا صوت لهم مع أنهم أصحاب الصوت، وصانعوه، ومقدموه، أكلت الشؤون الهندسية الكعكة كاملة، لم تتقاسمها مع البرامجيين، لم تترك لهم مجالا ليقولوا: ماذا يقدم من هذه الاستديوهات ؟ هل تتحقق نقلة نوعية في المضمون توازي النقلة النوعية الفنىة ؟ أين وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة (إبراهيم الصقعوب) والمدير العام لإذاعة البرنامج الثاني (د. عبد الله الشايع) فالأول: مخطط المضمون والآخر: منفذه، ومعه جيش من: الإذاعيين، ومقدمي البرامج، ومعديها، والمخرجين، وكل ما لهم علاقة بالمضمون، فالفنيون والبرامجيون أشبه بوجهي العملة النقدية، يصعب فصل أحدهما عن الآخر، ومن ثم فلا الفنيون يعملون في معزل عن البرامجيين، ولا البرامجيون في غنى عن الفنيين، ويخطئ من يعزل أحدهما عن الآخر. ومن البديهي، أن العبرة ليست في الكم، وإنما في المضمون، وهذا ما يغيب أحيانا عن بعض الفنيين، فينفردون بالرأي، والتعليق، ويهمشون البرامجيين. العروس هي الشؤون الهندسية، أما العريس فهم البرامجيون، ومن زفهم هو: عبد العزيز خوجة. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة