باشر الفريق الطبي والتمريضي بقسم الطوارئ لمستشفي الملك فيصل بمكةالمكرمة، إنقاذ متخلفة إندونيسية (33 عامًا) من الموت، عقب العثور عليها ملقاة بجوار بوابة الطوارئ وعليها آثار ضرب مبرح وكسور بالوجه ونزيف حاد وعدة كدمات وضربات مختلفة بكافة جسدها، إثر اختطافها واغتصابها، حسب ما تدّعيه، ولكن وجدوا بحقيبتها عددًا من الملابس النسائية الداخلية وبنطلون جينز عليه آثار غبار وتمزيق، خلاف الذي ترتديه، وحبوب منع حمل ومضادات وكريمات نسائية، ما يُرجِّح أنه كان هناك موعد بينها وبين الجاني. الهروب يعني الحياة بدون هوية، وهنا تصبح كل مصائب الدنيا محتملة من وراء عمالة غير مقننة، وغير منضبطة، وغير معروفة، ويفتح باب الجريمة على مصراعيه، يعني ببساطة أمر هروب الخادمات والسائقين، أصبح كابوسًا يحتاج التصدي له بحزم وبسرعة. عدد الخادمات المنزليات في السعودية تجاوز المليون، ويُذكر أن حجم إنفاقنا على العمالة المنزلية يبلغ 28 بليون ريال سنويًا، عقب ارتفاع أجور الأيدي العاملة التي فرضتها الدول المصدرة للعمالة إلى السعودية، وكشفت دراسة أعدها اختصاصيون عن أن 89 في المائة من منازل الأسر السعودية توجد فيها خادمة واحدة على الأقل، كما أوضحت الدراسة أن 79 في المائة من الخادمات غير عربيات. كشفت إحصائية صادرة عن مركز رعاية شؤون الخادمات التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، أن عدد الخادمات الهاربات يوميًا يصل إلى 120 خادمة، على مستوى المملكة، وفي حين لا يتجاوز عدد الخادمات اللاتي بقين في مراكز شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول سوى 2670 خادمة، يبلغ معدل هروب العمالة 40 ألف سنويًا، فأين يذهب البقية؟! واحتلت مدينة الرياض المركز الأول في أعداد الخادمات الهاربات، يليها منطقة مكةالمكرمة. يقول المتضررون: إن الخادمة اليوم لا تستمر في العمل أكثر من شهرين وتهرب، وفي أحيان كثيرة يكون التخطيط للهرب مسبقًا ومعدًا له قبل إكمال إجراءات الاستقدام، وهناك سببان أولا لحصولها على رواتب مضاعفة مع راحة أسبوعية أطول، وثانيًا عدم وجود ضوابط حازمة لمنع هذه الظاهرة، أو كبح جماحها، خصوصًا في ظل عصابات مختصة بالتغرير بالخادمات لاستغلالهن.