ارتفعت معدلات هروب العمالة المنزلية خلال الشهر المنصرم بنسبة تزيد على 30% عن معدلاتها الطبيعية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وزيادة الطلب على العمالة المنزلية التي أوجدت سماسرة يساعدون العاملات على الهروب والعمل لدى بعض الأسر برواتب تزيد على 1800 ريال شهريا بخلاف الهدايا والإجازة الأسبوعية وغيرها من المزايا التي تتمتع بها الخادمة الهاربة في عملها الجديد. وأكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن تلك الزيادة في نسبة هروب العاملات المنزليات تعد منطقية إلى حد ما مع اقتراب شهر رمضان المبارك من كل عام، حيث يعد الشهر الفضيل موسما للطلب على العاملات المنزليات، نظرا لزيادة احتياج ربات البيوت لهن مع زيادة ضغط العمل المنزلي في الشهر الكريم. وأضاف: تلقت مراكز الشرطة عددا من البلاغات عن هروب عاملات منزليات وسرقة بعض الحاجيات من المنازل خلال الفترة الماضية، تم التعامل معها جميعا وفق الإجراءات المتبعة. وأشار عدد من الأهالي أيضا إلى تلمسهم لارتفاع معدلات هروب العاملات المنزليات مع قرب شهر رمضان وزيادة الطلب عليهن وارتفاع مرتباتهن الشهرية. وأوضح المواطن محمد سليمان الحربي أن سوق الاستقدام يعيش أزمة وشحا في العاملات منذ إيقاف الاستقدام من إندونيسيا وعدم فتح الاستقدام من دول أخرى تغطي حاجة الأهالي من العمالة المنزلية، الأمر الذي أدى إلى زيادة الإقبال على العاملات غير النظاميات وارتفاع مرتباتهن الشهرية لتصل إلى ألفي ريال. وأشار المواطن سمير محمد بخش إلى وجود سماسرة من الجالية الإندونيسية يساعدون العاملات المنزليات على الهرب ويوفرون لهن العمل لدى بعض الأسر السعودية برواتب عالية، مستغلين حاجة الأسر السعودية إلى العمالة المنزلية، مؤكدا أن رواتب العاملات غير النظاميات وصلت إلى 2100 ريال، بخلاف الهدايا. وبين المواطن صلاح المطرفي أن مشكلة هروب العمالة المنزلية لا يمكن القضاء عليها إلا بتتبع السماسرة الذين يساعدون العاملات في الحصول على العمل برواتب عالية ومعاقبتهم وإبعادهم عن البلاد وتوفير عمالة نظامية تلبي حاجة الأسر السعودية، لأن نقص العمالة المنزلية أدى إلى زيادة الطلب عليها، وبالتالي الاتجاه إلى العمالة غير النظامية لسد النقص، مما أدى إلى زيادة حالات الهروب بسبب الرواتب العالية، لأن العمالة النظامية رواتبها تتراوح ما بين800 إلى 1000 ريال، في حين أن العمالة غير النظامية تزيد مرتباتها على ألفي ريال شهريا. وبين رئيس لجنة الاستقدام بغرفة مكةالمكرمة، محسن العميري، أن مشكلة هروب العاملات المنزليات مشكلة أزلية تحتاج إلى إجراءات صارمة وتطبيق عقوبات قوية بحق سماسرة العاملات المنزليات الذين يهربون العاملات ويوفرون لهن فرص العمل لدى بعض الأسر، وكذلك العاملات الهاربات أنفسهن، لأنهن يهربن ويعملن لسنوات بطريقة غير مشروعة ثم بعد ذلك يسلمن أنفسهن لإدارة متابعة الوافدين لترحيلهن إلى بلادهن. ومن المفترض التحقيق معهن ومعرفة من ساعد على تشغيلهن، ومعاقبتهن للإقامة غير النظامية.