كشفت إحصائية صادرة عن مركز رعاية شؤون الخادمات التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، أن عدد الخادمات الهاربات يوميا يتراوح بين ثمانين إلى 120 خادمة، على مستوى المملكة، فيما وصل عدد الخادمات اللاتي بقين في مراكز شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول عن العام المنصرم نحو 2670 خادمة لم يجدن وسيلة للخلاص من قسوة تعامل أهل المنزل وحرمانهن من حقوقهن إلا الهرب، واحتلت الرياض المركز الأول في أعداد الخادمات الهاربات، يليها منطقة مكةالمكرمة، ثم المدينةالمنورة، فالمنطقة الشرقية. هروب بعد شهرين وقالت المواطنة منال حسن إنها متزوجة وليس لها أطفال، وأن الخادمة التي استقدمتها لم تستمر في العمل بمنزلها أكثر من شهرين، مستنكرة هربها على الرغم من معاملتها الطيبة لها. وأبانت علياء محمد أن عدد أفراد عائلتها الكبير دفع الخادمة للهرب بعد عشرة أشهر من استقدامها، وأرجعت السبب إلى تأجير والدتها الخادمةَ لعائلات أخرى لشهر أو شهرين والتجارة بها، إضافة إلى عدد ساعات العمل الطويلة، الأمر الذي أجهد الخادمة ودفعها للخلاص والهرب. وأرجع مدير مكتب «تاون» للاستقدام في الرياض محمد المري أسباب هروب الخادمات إلى أمرين، الأول يتعلق بالخادمة والآخر بالكفيل، مشيرا إلى أن رغبة الخادمة في العمل لحسابها الخاص، ورغبتها في الحصول على مبالغ أكبر من راتبها الأساسي، وسوء معاملتها من قبل الكفيل، مؤكدا على وجود من يمتهن التغرير بالخادمات لاستغلالهن. الاعتداءات الجنسية وأضاف المري «اشتكت لنا بعض الخادمات من تجويعهن وعدم إطعامهن من قبل الأسر، إضافة إلى عملهن في أكثر من منزل، ومعاملتهن بشكل قاسِ، إضافة إلى الاعتداء عليهن جنسيا، ويقول «قد تلجأ الخادمة في بعض الأحيان إلى التقول على أصحاب المنزل بالاعتداء عليها جنسيا، رغبة في الحصول على مستحقاتها»، منوها إلى تتعدد أسباب هروبهن، منها زيادة عدد ساعات العمل وإرهاقهن، مبينا أن الأثيوبيات يحتللن النسبة الأكبر في الهروب على الرغم من قلة استقدامهن. وأكد مشرف مكتب الدريس للاستقدام بالرياض خالد علي أن هروب الخادمة للعمل في مكان آخر، يرجع إلى سوء معاملتها وعدم صرف رواتبها، مشيرا إلى أن المكتب يضمن الخادمة لمدة ثلاثة أشهر فقط، منوها إلى عدم مراعاة بعض العائلات حاجة الخادمة للراحة والأكل الجيد. عقوبات صارمة وأوضح الناطق الرسمي باسم جوازات حائل النقيب ماجد حمود العبيد «للشرق» أن بلاغات هرب الخادمات تأتيهم بشكل يومي، حيث تأخذ الإجراءات في ذلك اتجاهين، الأول العمل على سلامة الكفيل وإسقاط أية قضية جنائية، ويقتضي الثاني الإبلاغ عن الخادمة الهاربة، حيث يتم التعميم على الخادمة وإلى أين اتجهت. وأكد العبيد على صعوبة التعرف على المخالف، كون القضية داخل المنازل. وذكر أن عملية تهريب الخادمات تتم بتعاونهن مع أبناء جنسياتهن، ويقول «لا يمكن التنبؤ دائما بطريقة الهروب بشكل دقيق، وقد تهرب الخادمة في يوم إجازتها أو أي يوم عادي». ومن جهته، قال الناطق الإعلامي في شرطة حائل العميد عبدالعزيز الزنيدي إن رجال الأمن رصدوا عددا من حالات هرب الخادمات، مشيرا إلى انتهاء دورهم بتسليم الخادمة للشؤون الاجتماعية إذا لم يكن مقام ضدها قضية، والتحقق ما إذا كان لها حقوق لم تستلمها ومتابعة إجراءات سفرها. وأكد الزنيدي أنه تم القبض في وقت سابق على مهرب وبرفقته خادمتان هاربتان على طريق المدينةالمنورة، كما أن الشرطة استدعت مواطنين أبلغوا عن هروب خادماتهم للتعرف على المقبوض عليه. هروب الخادمات * وصل إلى (120) حالة يوميا على مستوى المملكة. * وصل عدد الخادمات اللاتي بقين بمراكز شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول إلى (2670) خادمة. * احتلت الرياض المركز الأول يليها مكتب منطقة مكةالمكرمة، ثم المدينةالمنورة، ثم المنطقة الشرقية.