بينما تقفُ القوانين الصارمة، والعقوبات الرادعة في أمريكا وأوروبا في وَجْه كلّ صوت، أو قَلَم، أو صورة تحاول -ولو من بَعِيْد- نَقْد اليهودية، أو اليهود، أو الخوض في دائرة التّشكيك في المحرقة، التي يزعمون أنهم ضحية لها؛ فإن (حُريَة التّعبير) هي القاعدة والعنوان الذي يفتح الأبوابَ هناك أمام صورٍ شتّى وقبيحة من الإساءة للإسلام والمسلمين. بَدأت بتشويه صورة المسلم في العديد من الأفلام السينمائية، والبرامج، والتقارير، والمقالات الإعلامية، حيث تم تصويره بأنه فقط (ذلك الإنسان البِدَائي الإرهابي الذي لا هَمّ له إلاَّ القَتْل، وإشبَاع الرَّغبة)!! ثم تواصلت الإساءات والبذاءات هناك تحت غِطاء (حُريَة الإسَاءة) لِتَصِل لمحطة التطاول على نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام، وآخرها ذلك الفيلم المسيء على اليوتيوب الذي أنتجه يهودي، وسَاعد فيه بعض أقباط المَهْجر في أمريكا!! بَذاءات وإساءات سَمَح َلها صَمتُ جهات رسمية، ومنظمات إنسانية وحقوقية في بلاد المسلمين عن حماية الإسلام ورموزه، إلى أن تَتَجَاوز الخطوط الحمراء كلها!! وهنا يظهر على الساحة شباب يدفعهم الحِمَاس والغِيْرة على دينهم ونبيهم إلى الرّفض والاحتجاج؛ فتغلي الدماء في عروقهم، وتتحوّل احتجاجاتهم إلى أعمال عُنْفٍ تجاه بعض السّفَارَات والمصالح الغربية هنا وهناك.. وهذه الأعمال -بالطبع- لا يقبلها عقلٌ ولا دينٌ..! عُنفٌ ونيران لا ضحية لها إلاّ أولئك الشباب الأبرياء وإخوانهم في الدين والوطن الذين مهمتهم وواجبهم حِمَاية تلك السّفَارَات في بلدانهم! ولا خَاسِر فيها إلاّ (الأوَطَان) التي تدفع الثمن (دِمَاء تَنزف، وفَوضى، وصَراعات دينية وطائفية، ومسيرة تنمية تتوقف)، وهذا ما يُريده مَن صَنع تلك الإساءات ورَوّج لها!! أولئك الشباب في احتجاجاتهم يجب أن يُوَجّهوا لصوت العقل؛ وهذا دور قَادة الرأي والفكر من العلماء والدعاة، وكذا منابر التعليم والمساجد والإعلام! والدّور الأهم على المؤسسات الدبلوماسية والسياسة والقانونية في العالم الإسلامي، أن تبدأ بتحرّكات ملموسة وصارمة في تسجيل مواقف سياسية ودبلوماسية، وفي ملاحقة أولئك المتطاولين ومعاقبتهم، وقبل ذلك استصدار قَوانين دولية لحماية الإسلام ورموزه ومقدساته؛ فتلك التحركات كفيلة بتهدئة نَبْضِ الشارع ونَزع فَتِيْل الفِتنَة. ويبقى ألا ترون أن متابعة تلك القضية وتداعياتها، قد تصدّر المشهد خلال الأيام الماضية، ومعه غَاب عن الواجهة رَصْد المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حَقّ أشقائنا صباحَ مساءَ؟! [email protected]