سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كابلي: نحتاج إلى خطط وميكنة تغيير المفهوم الاجتماعي للحد من البطالة في المملكة في محاضرته أمس الأول في «أسبوعية الدكتور القحطاني» مع انطلاقة موسمها الثاني
عدّد الدكتور وديع كابلي أهم أسباب البطالة في دول الخليج وخصوصًا السعودية، مرجعًا ذلك إلى جملة من المتناقضات، من أهمها مشكلة الأجر ومستوى المعيشة وأهمية الإنتاجية ونظام التأجير، ضاربًا لذلك أمثلة التميّز كالتقنية الحديثة كمدينتي الجبيل وينبع، مفندًا ذلك من خلال مسبّبات البطالة إلى الأيدي العاملة غير الماهرة «الرخيصة» بطالة اجتماعية غير اقتصادية ونظرة المجتمع إلى الوظائف ذات الأجور المتدنية وتغييب مفهوم ثقافة العمل. وذكر كابلي خلال محاضرته مساء أمس الأول في «أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني بجدة» في انطلاقة موسمها الثاني، أن هناك تشوّهات كثيرة في سوق العمل، مقدمًا جملة من الاحترازات للتخفيف من البطالة في السعودية من أهمها: كلما زادت الإنتاجية ارتفع مستوى المعيشة وضرب لذلك بطرقيتين للإنتاجية ولابد من دول الخليج بما تملكه من أموال طائلة من حذو الطريقة الثانية ولعل من أبرزها أولا كثافة العمل في الدول الفقيرة كالصين وثانيًا كثافة رأس المال كالدول المتقدمة من خلال التقنية والآلات الحديثة كأمريكا واستراليا. وأكد كابلي حتمية إيجاد خطة اقتصادية متكاملة ومدروسة ومنها -حسب قوله- عملية التوفير (المصروف) فمع ارتفاع البترول نجد بالمقابل عمالة رخيصة فلابد من عملية جراحية وعندها لا ينفع معها سوى البتر، وكما يقال المرأة نصف المجتمع لابد من إعطائها حقها في العمل، وهذا يقودنا إلى المنهج المتبع في التعليم فالتعليم ليس إعدادًا ومدارس وطلاب بل يجب أن نعلِم أبناءنا العلم النافع ما ينفعه في سوق العمل وليس مجرد العلم للعلم وأيضًا تحتاج إلى التدريب لكسب الخبرة. واشار إلى أن من أسباب البطالة في السعودية هو الزيادة السكانية والعمالة الوافدة وتعليق العمالة المنزلية وتقنينها من خلال دورات تثقيفية، فلابد من إعادة تقنية هيكلة الاقتصاد، ونحتاج إلى خطط وميكنة تغيير المفهوم الاجتماعي فالعمل مرتبط بالإيمان ويجب إتقان العمل ورفع مستوى الأجور. وطالب الدكتور وديع كابلي في نهاية أمسيته القيّمة بالميكنة البشرية للخروج من نفق البطالة والتأكيد على شراكة الجميع في هذه البطالة والخروج منها بأقل الخسائر. الأمسية شهدت حضورًا كبيرًا من المثقفين والإعلاميين وشهدت العديد من المداخلات بدأها المهندس سعيد بذكر مفهوم مصيدة الديون والاعتماد على العمالة الأجنبية، فيما عارض الدكتور إبراهيم نتو أغلب ما جاء في ورقة الدكتور وديع كابلي وخصوصًا فيما يتعلق بالميكنة التي ذكرها كابلي مرجعًا نتو البطالة في السعودية إلى التكاثر السكاني وهو ما رفضه كابلي بقوله: المشكلة ليست في الكثافة السكانية مع احترامي لعباس نتو. كما كانت هناك مداخلات لكل من: د. حبيب تركستاني ومحمد الأسمري وتوفيق الحارثي ومشعل الحارثي ود. محمود بترجي الذي انتقد الأسبوعية على تحديد وقت ضيق لمحاضرة الدكتور كابلي. وفي نهاية الأمسية قُدمت شهادة تقديرية لفارس الأمسية الدكتور وديع كابلي وسط ترحيب وتصفيق من حضور الصالتين، فيما أعلن الدكتور زيد الفضيل الذي أدار الأمسية بكل اقتدار وتمكن عن فارس اللقاء المقبل من الأسبوعية وهو الدكتور ميسرة طاهر.