أحترمُ وزيرَ الإسكان (د. شويش الضويحي ) الذي زامَلْتُهُ في الدورة الثالثة لمجلس الشورى، كما أحترمُ أمينَ المِنْطِقة الشرقية (المهندس ضيف الله العتيبي) وأستغربُ أنْ يُنْقَلَ عن الأوّل قَوْلُهُ:" أنا مشغول، لديّ من الأعمال الكثير، آمل تأجيل الموضوع إلى وقت لا حق، ولا تنقُلوا أيّ تصريح باسمي"(صحيفة الشرق 23 رمضان 1433ه، ص 11) وعن الآخَر قَوْلُهُ:" "مشغول، وبعد محاولات لاحقة للتواصُل معه، مراراً عَبْرَ الهاتف الثابت، والهاتف الجَوّال، وعَبْرَ خدمة الرسائل، إلا أنه لم يتجاوب"ردّان غير مُوَفّقَيْن من وجهة نظري، أصبحا حديث المجتمع، وتركا أكثر من علامة استفهام، ولا أدري ما المبررات ؟!! وأيُّ شُغْل يُشْغِل أيَّ مسؤول عن خدمة المواطِن والمقيم، وإبراز الحقيقة التي طمسها عدم رد بعضهم، ولعلّهُ مِنْ المناسِب أن يعتذرا، وعليهما – فضلاً لا أمرًا- أن يكونا قُدْوَة، في الأخذ بهذا المفهوم. في موازاة هذه الصورة المُقْلِقَة، هناك وزراء اعتادوا التفاعل مع هموم المواطنين وقضاياهم" وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مَنْفَذاً جديدا للتواصل المباشِر، حلّت محلّ أيام الانتظار الطويلة، في صالات الوزراء ومكاتبهم" أَذْكُرُ من بينهم: وزير التجارة (د. توفيق الربيعة) والرئيس العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر( الشيخ عبد العزيز الحُمَيِّن) ووزير النقل (د. جبارة بن عيد الصريصري) ووزير العدل (د. محمد بن إبراهيم العيسى) ووزير الشؤون الاجتماعية (د. يوسف العثيمين) هؤلاء يقومون بواجبهم الأساس، وبالمهام الموكلة إليهم، ومن ثم فهم ملتزمون بمواقف موضوعية، لا تخلخلها النزعات، والأهواء الشخصية، أو تؤرجحها العقبات ، والعثرات، وهذا الالتزام بعيدا عن التوجهات المغلوطة، أو التي تقع تحت وطأتها، والالتزام ليس مجرد صحوة مؤقتة للضمير، وإنما يُعَدُّ فَرْضَاً له معنى، وجدوى. " أنا مشغول" عائقٌ ضِدّ أيِّ توجه تنموي سليم، و" أنا مشغول" يعني انسلاخ أيِّ مجتمع عن جذوره، وعدم الحفاظ على سلامة أنظمته، وصورتها، ورفض أيِّ نَقْدٍ مهما كان بنّاء، فاستبْعِدُوا " أنا مشغول" واسْعَوْا في سبيل الاستفادة من ركائز التطور التقني، والمسؤولون حين يسلكون هذا المسلك، يكونون قادرين على الاحتفاظ برصيدهم من المعرفة، وقادرين على العطاء الجيد". أوقفوا "أنا مشغول" فهي لا تقدم الخدمة المرجوة والمطلوبة. بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 4543856-01 [email protected]