تتوخّى خُطّةُ التنمية التاسعة (الحالية) مِنْ بيْن ما تتوخّاه " رَفْعُ مستويات المعيشة" و" تحسينُ نَوْعِيّة الحياة لجميع المواطنين" و" تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة" و"تعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية" وعهدت الدولة إلى الجهات الحكومية بتحقيق هذا الهدف، ورصدت لها الأموال، وحَمّلَتْها مسؤولية تنفيذها، وعدم التقصير فيها، فكيْف بعد هذا يعانِي سكان بلدة الصّرّار، التي قال عنها الشيخ خالد بن حثلين رئيس المركز:" إنها بَلْدَةٌ تاريخيةٌ معروفةٌ، يفوق سكانها خمسة آلاف نسمة تقريبا، تقع في وادي المياه منذُ القِدَم، وتتميز بموقعها على امتداد طريق النّعَيْرِيّة- عِريعرة، بطول خمسة كيلو مترات تقريبا، وعرض أربعة كيلو مترات" (صحيفة اليوم، 7 شوال 1433ه، ص 11) من سوء الخِدْمَات، وعدم التطوير، فشوارعُها بلا أرصفة، ولا قِسْم مرور ، وطُرُقُها كثيرا ما تشهد حوادث مميتة، وخِدْماتها الطبية تقدم من خلال مركِزٍ صحي للرعاية الأوّليّة، محدود الإمكانيّات" وحتى ألعاب حدائق الأطفال " متهالكة" و" تتكاثر فيها الحشرات والثعابين السامة" وهذا " جعل الأهالي يصرفون النظر، عن زيارة الحديقة، ومَنْعِ أطفالهم من اللهْوِ بألعابها، التي يبدو بعضها تالفا و" معظم أعمدة الإنارة قديمة ومتهالكة" وفيها " منازل مهجورة، وآيلة للسقوط" وتُعَدُّ بمثابةِ مخاوف أمنية " وأصبحت أماكن مناسِبَة لسكن العمالة السائبة، ومخالفي نظام الإقامة والعمل". التنمية في أيِّ مجتمع تبدأ بالإنسان وتنتهي إليه، وهذا أمْرٌ لا يختلف عليه اثنان، ولكنّ واقعَ بلدة الصَّرّار، كشف عن الجانب غير الطبيعي، في حياة سكان أكثر من خمسة آلاف مواطن، من حقهم الاستفادة مما وفرتْهُ الدولةُ من إمكانيات، والعِبْرَة هنا في خِدْمَات الإنسان " بوصفها جزءاً لا يتجزأ مِنْ ماهيّة الإنسانِ نَفْسِه، الذي أصبح يُنْظرُ إليه على أنه يسمو بإنسانيته ذاتها، لا بشيء من خارجها، عن النواقص والعيوب، طالِبا الكمالَ بروحِهِ وجَسَدِهِ، ساعيا للسيطرة على العالَم، وتسخيره لفائدته". نَصّت خُطّةُ التنمية التاسعة على أن" تُنَظِّم وِزَارَةُ الاقتصاد والتخطيط، زيارات ميدانية إلى مختلف مناطق المملكة، للوقوف عن كَثَبٍ على طبيعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، في تلك المناطق" وقالت " إن ذلك يساعد في إعداد فصول الخُطّة، والخُطَط التشغيلية، وخُطَط المناطق" ولذلك أدعو الوزارة للتوجه فورا إلى بلدة الصّرّار، والبَلْدَاتِ المماثلة، لتقف على الطبيعة والواقع، وتتعرف على ما ينقصها من خِدْمات إنسانية" وَفْقَ منظور استراتيجي شامل " كما نادت بذلك الخُطّة نفسُها. [email protected]