تتوخى خُطّة التنمية التاسعة (الحالية) «الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الإسكانية الشاملة، واعتمادها، والإسراع في تطبيقها، وتقليص الفجوة المتصاعدة بين العَرْض من المساكن، والطّلَب عليها، من خلال البدء في تنفيذ برامج الإسكان بمختلف أنواعه، في جميع مناطق المملكة» بَيْدَ أنّ الاستراتيجية تعرضت» لأكثر من 340 ملحوظة من جهات حكومية، وهو ما قد يؤخر إقرارها، إلى ما بعد تجاوز تلك الملحوظات «( صحيفة الوطن، 20 رمضان 1433ه، ص 33) أَهَمُّ الجهات الحكومية التي أبْدَتْ ملحوظات على الاستراتيجية: وِزَارة الشؤون البلديّة والقُرَويّة، المعنيّة ب» تحقيق المزيد من التغطية في مجال الخِدْمات البلدية» و « الاستمرار في تنفيذ الاستراتيجية العمرانية» و» إكمال آليّة تنفيذها» و» تقليص التباين في معدلات تغطية الخِدْمات بين المناطق» و» تطوير القُدْرات الفنيّة والبشريّة للأجهزة البلدية، ورفع كفاءتها». ما معنى وجود أكثر من340 ملحوظة على استراتيجية الإسكان ؟ لا أتساءلُ عن الكَمْ، أتساءلُ عن الكَيْف، تفاصيل هذه الملحوظات غير مُعْلَنة، ومع اقتناعي بأنْ لا عمل بدون ملحوظات، إلا أن الملحوظات هنا من شأنها « تأخير إقرار الاستراتيجية، إلى ما بعد تجاوز تلك الملحوظات « وما المدة الزمنية لذلك ؟ لا أحدَ يعلم ؟ وهل يمكن تحقيق الطلب المتوقع على المساكن- كما جاء في خُطة التنمية التاسعة- « خلال هذه الخُطّة» لا سيّما وأنّ الطلب على الوَحْدات السكنيّة «يُقَدّرُ بنحو 1،25 مليون وَحْدَة سكنية» فيما تُقَدّر مساحة الأراضي اللازمة، لإقامة تلك الوَحْدات السكنية ب» نحو 350 مليون متر مربع» فضلا عن أنّ الخُطّة نَفْسَها « تستهدف تنفيذ نحو 80% من الطلب، ببناء نحو مليون وَحْدَة سكنية». اهتمام الدولة بقضية الإسكان، لا يعني تَرْكَ الأمور تجري على غير هُدَى، لا يعني ترك الاستراتيجية تتحرك دون ضوابط. الوضْعُ الإسكاني في المجتمع السعودي، يتطلب أن يعمل المسؤولون عنه بوعي وتصميم على رَفْعِ مُعَدّلات الإسكان» في موازاة نمو السكان السعوديين» و» تلبية الطلب غير المستوفى من الوَحْدات السكنية» و» تغطية المخزون الإضافي من المساكن». السكن للمحتاجين إليه من السعوديين، قضية لا تقبل الانتظار طويلاً، فهو تأكيد للهُوُيّة الوطنية، وحقوق الإنسان، وثقافة الإنسان المتحضر، والحفاظ على مقوماته الشخصية، وهو متغلغل في عقله وشعوره، وفي فكره وسلوكه، فهل وجود أكثر من 340 ملحوظة على استراتيجية الإسكان، عنوان على اختفاء الحلول العاجلة ؟ بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 4543856-01 [email protected]