اقتراحي على أصحاب الثورات العربية إنشاء منصب أعلى جديد بعنوان المقال، وأن يُعين فيه للأبد ملهم اسمه (جهاد الخازن)، فلا تتحرك ثورة أو تُعلن انتفاضة إلا بعد موافقته الكريمة والاستماع بدقة لتوجيهاته السديدة. قبل أسابيع قليلة استنتج فضيلة المرشد جهاد الخازن بأن ثوار سوريا مخطئون عندما حملوا السلاح دفاعًا عن أنفسهم، فالسبيل الوحيد الذي يراه المرشد هو الاستسلام لعمليات الإبادة حتى لا يبقى في سوريا إلا نصيريّ أو (نصراني) حتى تسعد إسرائيل وتفرح، وحتى يجد الخازن باستمرار مادة دسمة لمقالاته المملة عن اللوبي الصهيوني، وعن ساسة أمريكيين هم أكثر ولاء لإسرائيل من شامير وشارون ورابين. ولذا كتب مقالا يوم الأربعاء الماضي يشعر فيه بالأسى لأن (ستاراً حديدياً هبط حول مصر ففيها نظام حزب واحد، هو جماعة الإخوان المسلمين، وله الرئاسة والبرلمان، مع سيطرة على الجيش والإعلام القوي المؤمم). واستشهد العبقري جهاد بأقوال الراحل عمر سليمان وتصريحات الفريق أحمد شفيق له عبر الهاتف (وكأنها سطور مقدسة لا يأتيها الباطل) الذي تباكى على مصر، وكأنها كانت في قمة لا ينالها السحاب في العهد الذي باد. ويستهتر الخازن بخيار الشعب المصري الذي اختار محمد مرسي، فيؤكد بعبقريته الملهمة أن الجنرالات هم الذين أهدوا كرسي الرئاسة لمرسي تفضلا ومنّة، وأما الشعب فلا كلمة له ولا حقوق ولا اعتبار. بالأمس كانت دعوة للوم الثوار في سوريا، واليوم دعوة للوم العسكر في مصر كونهم لم يسقطوا النظام بالقوة. مسكين هذا الخازن وهو يمارس حسنة الانتظار كل صباح إذ يقول: (في غضون ذلك، استيقظ في الصباح الباكر كل يوم وأفتح الإذاعات والتلفزيون لأسمع هل وقع انقلاب عسكري في مصر). وعسى أن يطول انتظارك كثيرا، وعسى أن لا يأتي يوم تشمت فيه بأولئك الذين ضحّوا بدمائهم وأبنائهم وشهدائهم كي يمارسوا حقهم الأصيل في انتخاب من شاؤوا كيفما شاؤوا دون تزوير ولا تلبيس ولا وصاية من أحد حتى لو كان المرشد جهاد الخازن. الستار الحديدي لم يهبط على مصر، وإنما على عقول إخوان الشياطين، ومن هم للاستبداد والفساد عاشقين!. [email protected] [email protected]