في الثلاثين من مايو المنفرط، صرح الناطق باسم البيت الأبيض السيد/ كارني (أن روسيا والصين يضعان نفسيهما في الجانب الخطأ من التاريخ)، في إشارة إلى موقف الدبين الأحمر والأصفر من القضية السورية، ومن دفاعهما المستميت المخزي عن النظام الجائر في سوريا. والحقيقة أن معظم بل كل الدول القوية العظمى وقفت على الجانب الخاطئ بسكوتها عن ممارسة شيء من الفعل تجاه المجازر اليومية في سوريا، والمتوجة بالمجزرة الكبرى في الحولة. لو اشتهت الولاياتالمتحدة تحديدًا وبالتعاون مع حلفائها عمل جزء من الواجب لفعلت. والتاريخ القريب خير شاهد على ذلك، فهذا جورج بوش الابن يغزو العراق، بل يدكه بكل أنواع الأسلحة دون إذن من مجلس الأمن، ولا من غيره، بل رغم معارضة كل دول العالم عدا بريطانيا وإسرائيل، في حين أن الذي يجري في سوريا هو العكس تمامًا، إذ كل دول العالم تؤيد إنقاذ الشعب السوري من مأزق الاستئصال البطيء عدا دولتين هما روسيا والصين، فأي الحالتين أجدر بالتحرك؟ وإذا كان بوش الابن جمهوريًا، فإن، الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون قد سبقه بتدخل محمود ضد صريبا الدولة التي اعتدت طويلًا على مسلمي البوسنة وقتلت عشرات الألوف منهم، وانتهكت أعراض عشرات الألوف من النساء والصبايا. عيب على دولة مثل الولاياتالمتحدة بقوتها ومكانتها وسلطانها إلقاء اللوم على دولة أخرى تُعد من الدرجة الثانية بالنسبة لها، بل هي تدرك أن لا روسيا ولا الصين قادرة على الحيلولة دون تدخل أمريكي فعال يطيح بالنظام ويستأصل شأفته ليحمي النساء والشيوخ والأطفال، وليحقق شيئًا من المعاني الإنسانية التي قامت عليها عصبة الأمم لنشر العدل والسلام وحماية حقوق الإنسان أيًا كان، وفي أي بقعة كان. فقط لو أرادت الولاياتالمتحدة أن تكون على الجانب الصحيح، وأن تترجم تلك الإرادة إلى (أكشن) لتبعتها كثير من دول العالم، وعلى رأسها دول ذات ثقل عسكري بارز مثل بريطانيا وفرنسا، ودول أخرى ذات ثقل اقتصادي وسياسي مثل دول الخليج وعلى رأسها المملكة. سأكتفي بهذا الحد، ولن أتحدث عن القضايا الأخرى التي وقفت فيها الولاياتالمتحدة في الجانب الخطأ!! [email protected]