ما هذا الضجيج كله الذي تثيره بعض الأقلام العربية حول زيارة الرئيس محمد مرسي إلى المملكة، وكأنه أول وآخر رئيس يزور المملكة؟ لماذا إثارة كل هذه الزوابع حول إخوانية محمد مرسي، وكأنها شيطانية محضة؟ واضح أن الدعوة وُجهت لرئيس دولة، أو أن رئيس دولة أعلن رغبته في زيارة المملكة، فرحبت المملكة جريًا على عادتها في استقبال القادة والرؤساء. المؤلم هو تسليط هؤلاء الضوء على تاريخ سابق للرجل الذي من الطبيعي أن يكون صاحب انتماء معين كما هو حال معظم البشر في هذا العالم! أما الطرق باستمرار على انتمائه الحزبي الذي انتهى بمجرد تسلمه الرئاسة من الناحية التنظيمية، فليس من الحكمة في شيء. أذكر أن الرئيس بوش الابن، ومن بعده أوباما زارا المملكة إبان فترة رئاسة كل منهما، ولم يثر موضوع انتماء بوش لحزبه الجمهوري أو أوباما لحزبه الديمقراطي، فلمَ كل هذا الضجيج السالب حول انتماء مرسي! وكل هذا الغبار المثار والكلام المعاد يصور الدبلوماسية السعودية، وكأنها تستمع إلى أخبار جديدة أو معلومة سرية غابت عنها حتى أثارها هؤلاء. كلام لا يليق ترديده باستمرار، لأنه لا يقدم ولا يؤخر، ويضر ولا ينفع. لقد جاء الرجل إلى المملكة مقدرًا دورها معترفًا بفضلها حريصًا على تعزيز مكانتها في العالمين العربي والإسلامي، فحق علينا مبادلته الفضل فضلاً والإحسان إحسانًا. أعلم أن البعض من الناس قد لا يتفقون مع مرسي ولا مع الإخوان المسلمين، وهذا شأنهم ولهم كامل الحرية والاختيار، لكن هذا التضاد لا يعني إسقاطه بكامله على مصر الدولة ومصر الكيان ومصر الشعب، فذلك ليس من العدل والإنصاف. المطلوب هو الحكم على الأعمال لا على الأقوال، وعلى السياسات لا على الأشخاص. ولنتذكر في رمضان خاصة أن لا يجرمننا شنئان قوم على ألاّ نعدل، بل نعدل فذلك أقرب للتقوى. شخصنة القضايا على مستوى الدول أمر ممجوج خاصة إذا طال الحديث فيه وتجاوز حدود اللياقة كما يفعل البعض في دول مجاورة لمجرد البغض والعناد الذي يبدو فيه المهاجم باستمرار ممجوجًا وراسبا في مادة (دبلوماسية 1) للأسف الشديد. [email protected]