استقبل الشعب اليمني عيد الفطر المبارك هذا العام بتفحيرات انتحارية وهجمات إرهابية لمسلحين، حيث سقط 19 مواطنًا ما بين قتيل وجريح عندما هاجم مسلح المصلين وهم يؤدون صلاة العيد أمس بمحافظة الضالع جنوب اليمن، وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من مقتل 3 وإصابة 6 أخرين من مقاتلي اللجان الشعبية بتفجير حزام ناسف كان يرتديه انتحاري من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في مديرية مودية التابعة لمحافظة أبين الجنوبية أيضًا، وسبقهما بساعات هجومين إرهابيين للتنظيم على مبنى المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ومبنى جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في محافظة عدن كبرى مدن الجنوب اليمني، وأسفر الهجومان عن مقتل 20 جندياً وإصابة عشرة آخرين من العسكريين والمدنيين. وقال مصدر أمني في محافظة الضالع ل»المدينة» إن شخصا يدعى «محمد ناجي العماري» من آل العماري قام بإطلاق الرصاص على المصليين أثناء تأديتهم لشعائر صلاة العيد بمنطقة المقبابة الشرنمة السلفى مديرية قعطبة، مخلفاً 7 قتلى بينهم مسؤول في السلطة المحلية بمديرية قعطبة هو الشيخ أحمد ناصر المنصوب وعقيد في الجيش اليمني هو العقيد عبده محمد، كما أصيب في الهجوم 12 آخرين، مرجحاً أن ترتفع حصيلة القتلى لأن حالة الإصابات معظمها خطيرة. وفي سياق متصل، تلقى الشعب اليمني أمس لأول مرة منذ 33 سنة، خطاب الرئيس بعيد الفطر المبارك، من رئيس غير الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في خطابه أن الجريمتين الارهابيتين اللتين استهدفتا مبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى جهاز الامن السياسي (المخابرات العامة) بمدينة عدن، شاهد آخر على أن الإرهاب ببشاعة فعله وتوحش نزوعه لا ينتمي إلا للشيطان ولا يهدف إلا لتدمير الأوطان. وقال الرئيس هادي: «إنه معني في هذه المرحلة بالحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن اكثر من أي وقت مضى»، مضيفا: «إن الاعتداءين اللذين تعرضتا لهما وزارتا الداخلية والدفاع مؤخرا ما هما إلا أعمال غير مسؤولة تضع إشكاليات وتحديات أمام انجاز جميع المراحل والخطوات المتعلقة بالمبادرة الخليجية». وأضاف: إن خطورة المرحلة تستدعي استنفار كل الجهود والاستعداد الدائم واليقظة العالية والانتباه بما يتوجب على جميع أجهزة الدولة والأمن منها على وجه الخصوص الشعور بأهمية الاستعداد الدائم لكل المخاطر والتهديدات وتفويت الفرصة على الإرهابيين وأعداء الوطن من المساس بأمن وسلامة المواطنين وحياة أفراد قواتنا المسلحة والأمن الجبهة الصامدة والقوة المنيعة لحماية الوطن وبناء مجده. وأثارت جريمة عدن الارهابية ردود أفعال متباينة واتهامات متبادلة بين مختلف القوى السياسية.