قتل صباح أول أيام عيد الفطر -امس الاحد- قيادي في اللجان الشعبية واثنين من مرافقيه وأصيب 6 آخرين في عملية انتحارية بحزام ناسف يحمله انتحاري من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمديرية مودية, محافظة أبين, جنوب اليمن. فيما جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مضيه في تعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي ومواصلة مكافحة الإرهاب، مؤكدا ان الجريمتين الارهابيتين اللتين استهدفتا مبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى جهاز الأمن السياسي (المخابرات العامة) بمدينة عدن اكبر مدن الجنوب اليمني، مسفرتين عن مقتل 20 جنديا وإصابة عشرة آخرين عسكريين ومدنيين، شاهد آخر على أن الإرهاب ببشاعة فعله وتوحش نزوعه لا ينتمي إلا للشيطان ولا يهدف إلا لتدمير الأوطان. واحتشد صباح امس، للعام الثاني على التوالي، جموع اليمنيين المحتجين في ساحة الاعتصام بالعاصمة صنعاء لأداء صلاة العيد في شارع الستين وفي الساحات وبقية الميادين العامة في المحافظة اليمنية لمواصلة الفعل الثوري وتأكيداً على الاستمرار على نهج شهداء الثورة. ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية أبناء الشعب اليمني إلى أداء صلاة العيد الفطر المباركة في ساحات الحرية والتغيير مصطحبين أسرهم وأطفالهم. وأوضح محمد الصبري، رئيس اللجنة الإعلامية، أن اللجنة التنظيمية اقرت إقامة عدد من الفعاليات العيدية خلال أيام العيد في ساحة التغيير بصنعاء ومنها بازار أمام كلية الشريعة بجامعة صنعاء بحضور أسر شهداء الثورة السلمية. وقال مصدر محلي في محافظة أبين، جنوب اليمن ل«المدينة» إن رئيس اللجان الشعبية -رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام- بمديرية مودية، ناصر علي منصور ديمح «البعسي» واثنين من مقاتلي اللجان لقوا مصرعهم بالإضافة الى الانتحاري الذي يعتقد بانتمائه لتنظيم القاعدة إثر الانفجار الذي استهدف به الأخير تجمعًا لأفراد اللجان الشعبية بالمديرية أمام أحد مساجد المنطقة. وعين ناصر علي منصور رئيسا لحزب المؤتمر في مديرية مودية خلفا لمحمد ابوبكر عشال الذي قتل هو الآخر واثنين من مرافقيه في عملية إرهابية مماثلة في 21 أغسطس من العام 2011م أثناء قيادته مجاميع قبلية كانت تساند الجيش في معركته ضد تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر أن البعسي، الذي كان لتوه خارجاً مع رفاقه من مسجد الأنصار المجاور لمستشفى مودية، بمحافظة أبين الجنوبية التي كانت تسيطر عليها القاعدة. مؤكدا ان الانتحاري تناثرت اشلاؤه في مكان الحادث فيما بقي رأسه وأجزاء من صدره مرمية على الرصيف. ولم تعرف هوية الانتحاري، غير ان سكان محليين اكدوا ل»المدينة» انهم شاهدوا الانتحاري منذ ايام وهو يتردد على المكان, قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف, ويعتقد أنه ينحدر الى محافظة حضرموت, جنوب شرق البلاد.. مشيرين الى أن أفراد اللجان الشعبية قاموا بمطاردة سيارة هيلوكس مرت بعيد الانفجار, وأطلقوا صوبها النيران من أسلحتهم الخفيفة قبل أن يسيطروا عليها ويضبطوا بداخلها أسلحة ومتفجرات, وكانت تحمل على متنها 3 أشخاص لاذوا بالفرار تحت جنح الظلام نحو المناطق الجبلية. وشهدت محافظة أبين هذا العام مواجهات شرسة بين الجيش اليمني بقيادة اللواء سالم قطن, قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي قتل في عملية انتحارية في منتصف يونيو الماضي بعدن, وبين عناصر أنصار الشريعة, أحد أجنحة تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب, والتي دخلت محافظة أبين ابتداء من نهاية مايو 2011, وفي حين تغلب عليها الجيش في يونيو المنصرم وأعلن تطهير أبين منها, إلا أن جيوبًا حيةً تتبع التنظيم الإرهابي لا تزال تنفذ هجمات انتحارية على امتداد الساحة اليمنية. وفي سياق متصل، تلقى الشعب اليمني- امس الاحد- لأول مرة منذ 33 سنة، خطاب الرئيس بعيد الفطر المبارك، من رئيس غير الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في خطابه ان الجريمتين الارهابيتين اللتين استهدفتا مبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى جهاز الامن السياسي (المخابرات العامة) بمدينة عدن، شاهد آخر على أن الإرهاب ببشاعة فعله وتوحش نزوعه لا ينتمي إلا للشيطان ولا يهدف إلا لتدمير الأوطان. وقال الرئيس هادي: «إنه معني في هذه المرحلة بالحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن اكثر من أي وقت مضي»، مضيفا: «إن الاعتداءين اللذين تعرضتا لهما وزارتا الداخلية والدفاع مؤخرا ما هما إلا أعمال غير مسؤولة تضع إشكاليات وتحديات أمام انجاز جميع المراحل والخطوات المتعلقة بالمبادرة الخليجية». وأضاف: ان خطورة المرحلة تستدعي استنفار كل الجهود والاستعداد الدائم واليقظة العالية والانتباه بما يتوجب على جميع أجهزة الدولة والأمن منها على وجه الخصوص الشعور بأهمية الاستعداد الدائم لكل المخاطر والتهديدات وتفويت الفرصة على الإرهابيين وأعداء الوطن من المساس بأمن وسلامة المواطنين وحياة أفراد قواتنا المسلحة والأمن الجبهة الصامدة والقوة المنيعة لحماية الوطن وبناء مجده. وأثارت جريمة عدن الارهابية ردود أفعال متباينة واتهامات متبادلة بين مختلف القوى السياسية.