إمام تميّز بحسن الصوت وجمال الأداء، يكتظّ مسجده في حيّ العزيزية بالمدينةالمنورة بالمصلين، يعدّ مثالاً للإمام الملتزم الذي سخّر جزءً من وقته لخدمة مسجده وأهالي حيّه.. وحول الإمامة وحفظ القرآن وموضوعات أخرى.. أجرت «المدينة» معه هذا اللقاء. * نبذة عنكم وكيف بدأتم في حفظ القرآن الكريم؟ - عبدالله عبدل عبدالعزيز إمام مسجد علياء السويدي، من مواليد المدينةالمنورة عام 1403ه، البداية كانت في الخامسة من عمري، بدأت في رباط عزت باشا الذي كان في باب المجيدي بجوار المسجد النبوي قبل التوسعة، وبدأت بالحروف الهجائية وانتقلت من مدرس إلى آخر حتى ختمت على الشيخ محمد البلوشي وكان عمري 14 سنة، ومكثت عند الشيخ سنتين بعد الختم. * هل تدربتم على الإمامة قبل أن تباشروها رسميًّا؟ - في أيام حفظنا للقرآن كنا نذهب إلى الحرم النبوي وخاصة في أيام رمضان، ونصلي التراويح بأنفسنا بعد انتهاء تراويح الحرم، كل طالبين معاً، ويصلي كلٌّ منهما ركعتين إماماً بزميله، فيقرأ في الركعة حزباً أو نصف حزب، ثم يصلي الآخر وهكذا، ثم بدأت عام 1419 الإمامة في التراويح، ثم انتقلت إلى عدة مساجد كان منها مسجد أحمد بن حنبل حيث صليت مع الشيخ محمد أيوب، وأنا الآن بمسجد علياء السويدي بالعزيزية إماماً راتباً للفروض والتراويح. * أين تكمن صعوبة الإمامة في رمضان؟ - الصعوبة في أوجه عديدة، منها رهبة المحراب، وتشتت الحفظ بحيث تقرأ القرآن وكأنه جديد عليك، وناحية أخرى هي عند الخطأ في التلاوة فإنك تنزعج كثيراً لأن الذين يردون إما كثير فيزعجونك وقد يكون ردهم خطأ وإما أن لا تجد من يرد عليك!!، وبعض المصلين لا يصبر عليك أبداً فبمجرّد أن تسكت يرد عليك، ولذلك فإنني أتجنب قراءة السور التي يحفظها أكثر المصلين مثل سورة الكهف فإذا وصلت إليها في القراءة فإنني اقرأ مما بعدها لأن جميع من في المسجد يردّون، ومع ذلك فإنني أخشى ألا أجد من يردّ عليّ ففي كلتا الحالتين أقع في الحرج. * نشاهد كثرة المصلين على بعض المساجد مثل مسجدكم.. ما سبب هذا الإقبال برأيكم؟ - الحقيقة أن المصلين يقبلون أكثر على المسجد الذي يجدون فيه ما يريدون، فالمصلي يريد أن يدخل إلى المسجد فيجده معطّراً مكيفاً نظيفاً، ويجد المؤذن والإمام ملتزميْن بوقت محدد للأذان والإقامة، ويجد صلاة الإمام معتدلة في الغالب بين التقصير والتطويل، ويلمس الاهتمام من الإمام بصلاته وإمامته. وبعضهم يأتي طلباً لحسن الصوت، ولكن هذا ليس هو الغالب، بل اهتمام الإمام واستعداده للإمامة هو المهم، فإذا حرص الإمام على نفع المصلين بقراءته واستعد وتهيأ يكون لهذا أثر عليهم، أما أن يكرر نفس المقطع كل يوم فهذا مفيد ولكنه يُشعر المصلين بعدم اهتمام الإمام.