يوماً بعد آخر تتنامى مساحات الشكاوى وتزداد رقاع الطلبات بحلول، بعدما اكتظت طرقات محافظة الطائف عن بكرة أبيها بأكوام الحديد المتراصة في تلك الطرقات الضيقة في المدينة السياحية، ومع دوران رحى عجلات التنمية والتطوير زف مسؤولون حكوميون بشرى النظر في هاجس الزحام الكبير والاختناقات المرورية المتكررة التي شلت أو كادت حركة قاطني وزوار «عروس المصائف». من جانبه، أكد مدير مرور محافظة الطائف العقيد عبدالله الشهراني، أن المحافظة تشهد ارتفاعاً في حجم الكثافة المرورية على جميع المحاور من جراء التوسع الملموس في النطاق العمراني الذي صاحبته زيادة طاولت عدد السكان والمركبات التي تجوب طرقات «عروس المصائف». وقال ل «الحياة»: «أصبح من الواجب النظر في تلك الكثافة وإيجاد الحلول المناسبة، باعتبار ذلك مسؤولية مشتركة بين أجهزة حكومية عدة، كأمانة محافظة الطائف وفرع الطرق والنقل». وأضاف: «عُقدت اجتماعات بين المسؤولين في المرور والأمانة وفرع «الطرق والنقل» لوضع الحلول المناسبة وتنفيذها على أرض الواقع، تمخضت عن مقترحات تم التوصل إليها، من ضمنها: حلول تمحورت حول إلغاء بعض الإشارات الضوئية في التقاطعات والميادين الرئيسة واستبدال دوارات بها، وإعادة تصميم الجزر الوسطية لبعض التقاطعات، لتسهيل دوران السيارات من دون الحاجة إلى التوقف عند الإشارات، ودرس وضع الحركة المرورية في شارع «شهار» العام، من خلال تهيئة الأرصفة الجانبية والجزيرة الوسطية وإزالة العوائق عن حركة المشاة وتحديد مواقع المشاة وإنشاء الجسور لهم، وتحسين وضع الحركة المرورية في شارع «المثناة» ودوار التعليم وربط طريق «الرميدة» بطريق الرياض وتخصيصه للشاحنات لتجنب دخولها المحافظة، وإنشاء إشارة ضوئية عند تقاطع شارع الستين مع طريق «وادي وج»، وإنشاء أنفاق في تقاطع شارع «شبرا» مع شارع الجيش وآخر عند تقاطع طريق الملك خالد مع طريق الجنوب وثالث عند تقاطع شارع الستين مع طريق المطار (مدخل جامعة الطائف)، وإنشاء جسر في طريق السيل ليكون مدخلاً لحي الشرفية، وآخر في طريق المؤتمرات مع امتداد شارع الجيش، وثالث في تقاطع طريق الملك خالد مع طريق «وادي وج». وأوضح الشهراني أن الحلول لا تزال تحت الدرس لدى أحد المكاتب الهندسية من طريق أمانة محافظة الطائف، «وحال الانتهاء من درسها وتنفيد جميع المشاريع، فمن المتوقع أن تخفض الكثافة وتودع المحافظة مشكلة الاختناقات المرورية المتكررة». وكشفت أمانة محافظة الطائف ل «الحياة» عن قرب موعد تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تحسين الحركة المرورية في الشوارع والتقاطعات بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة للمشروع، وتشمل عشرات التقاطعات على الطرق المحورية والشوارع الرئيسة، إلي جانب دراسة للتقاطعات (المرحلة الأولى)، مبينة أنه سيكون لهذه المشاريع أثر كبير في دعم البنية التحتية للطائف، كما أن هناك دراسات لدعم البنية التحتية للمدينة، من خلال إقامة العديد من الجسور والأنفاق الداعمة للحركة المرورية، إضافة إلى زيادة كفاءة التقاطعات لمعالجة الملاحظات المسجلة على بعضها. بدوره، شدد مدير العلاقات العامة في أمانة محافظة الطائف إسماعيل إبراهيم، أن الأمانة اهتمت بتنفيذ مشاريع توسعة وتحسين مداخل المدينة، ومنها: مشروع توسعة وتطوير مدخل الجنوب حيث يعد من أهم مداخل مدينة الطائف، نظراً إلى ما يمتاز به هذا المدخل من كثافة مرورية عالية على مدار الساعة، ويمتد المشروع من تقاطع شارع «الوشحاء» غرباً وحتى تقاطعه مع طريق الملك خالد شرقاً، بطول 3.7 كيلو متر وعرض قدره 60 متراً، كما تم إيجاد مساري خدمة للمدخل في الجانبين، مع عمل فتحات للدخول والخروج، وجرت معالجة العوائق المعترضة لمسار المشروع، كما تم مد العبارات التي تقع أسفل الطريق بما يتناسب مع عرض الطريق ليصبح طولها60 متراً بدلاً من 30 متراً، وتم تشجير الطريق وإنارته. وأكد إبراهيم تنفيذ الأمانة حالياً مشروع توسعة وتجميل مدخل طريق السيل، إذ عمدت أخيراً إلى تنفيذ الطرق الهيكلية والمحاور الرئيسة التي تسهم في فك الزحام المروري، «ومنها: مشروع محور شمال جنوب الذي ربط طريق المؤتمرات شمالاً بشارع الجيش وسيعبر المشروع إلى طريق «وادي وج» ومنه إلى شارع الستين الجديد الجاري العمل فيه حالياً حتى يصل إلى الطريق الدائري جنوباً، وهناك نزع ملكيات، إضافة إلى أن طول المشروع يناهز10كيلو مترات، ويخدم جميع الأحياء الواقعة على امتداده، وسيتم تدعيمه بالأرصفة والإنارة والتشجير. إضافة إلى مشروع طريق الخمسين الذي يمتد من طريق الملك خالد شرقاً وحتى شارع «الجال» ثم طريق «وادي وج» غرباً، والذي يعتبر أحد أهم الطرق والمحاور الداعمة لمشروع فك الاختناقات المرورية في وسط المدينة، ويبلغ طول الشارع في مرحلته الأولى 1500متر طولي، ويربط طريق الملك خالد بشارع «القمرية»، بينما يبلغ طول المرحلة الثانية 365 متراً طولياً ويربط شارع «القمرية» بشارع «الجال»، وقد نفذت المرحلتان الأولى والثانية، وهناك مرحلة لاحقة سيتم إنجازها ويجري الإعداد لنزع ملكية العقارات المعترضة لمسار المشروع من شارع «الجال» حتى طريق «وادي وج» ويبلغ عرض الشارع50 متراً، فضلاً عن تحسينات وتوسعة لبعض الطرق والشوارع وتعديل منحنياتها لتكون باستقامة، بهدف معالجة المشاكل المرورية والحوادث، مثل طريق الجيش من تقاطعه مع شارع شبرا باتجاه الغرب إلى طريقي الشمال والجنوب. وقال مدير العلاقات العامة في أمانة محافظة الطائف: «إن تفاصيل مشروع تحسين الحركة المرورية بالشوارع والتقاطعات تشمل50 تقاطعاً و15تصميماً، وتشمل الدراسة تحليل الحركة المرورية ومحاكاتها للواقع، من خلال تقدير مستوى الحركة في الشوارع والتقاطعات للسنوات العشر المقبلة، كما أن هناك دراسات وبدائل عدة قدمها استشاري المشروع وتم اختيار الأكثر مزايا والأقل عيوباً، والدراسة تشمل تقاطع شارع «شبرا» مع شارع الجيش وطريق السيل، حيث سيتم إنشاء نفق وجسر لتسهيل التدفق المروري مع إلغاء بعض الإشارات الضوئية وعكس اتجاه بعض شوارع الخدمة، كما سيتم تنفيذ جسر بتقاطع طريق المطار، وتتطرق الدراسة إلى تحرير حركة المركبات على طول طريق «وادي وج» مروراً بجسور خالد بن الوليد وحسان بن ثابت والسداد من خلال إزالة الإشارات الضوئية وعمل تقاطعات سطحية بمواقع متفرقة من الطريق، أما تقاطعا شارع الخمسين مع شارع «القمرية» وشارع خالد بن الوليد مع شارع «القمرية» فسيتم توحيد اتجاه شارع «القمرية» العام وتوحيد اتجاه شارع خالد بن الوليد مع إيجاد إشارتين ضوئيتين لتنظيم الحركة بتقاطع «الخمسين» مع «القمرية»، وشملت الدراسة تقاطع شارع الملك فيصل وشارع الأمير سلطان ومعالجة النقاط الخطرة في ميدان المئوية مع إنشاء دوار آخر بعد خمس سنوات، بموقع مجاور لاستيعاب التدفق المروري إلى الموقع». وزاد: «هناك عدد من البدائل لتقاطع طريق الملك خالد مع شارع خالد بن الوليد، إذ وجد أن الحل الأمثل يكمن في إنشاء جسر في التقاطع مواز لطريق الملك خالد، وتنظيم الوضع المروري أسفل الجسر، ووضعت الدراسة تخطيطاً مستقبلياً لتقاطع طريق الملك خالد مع شارع الخمسين، بحيث يتم مد طريق الخمسين إلى موقع الجامعة الجديد في «سيسد»، وعمل تقاطع شبه حر في الموقع».