تصوير- إبراهيم بركات .. هل تتحول جدة إلى مدينة الكباري.. سؤال يحمل اكثر من علامة استفهام لحل مشاكل الزحام المروري في طرق وشوارع المدينة.. فالبعض من الاهالي والمختصين يرى ان الانفاق افضل من الجسور العلوية مع طرح حلول أخرى مثل تغيير المسارات في بعض الشوارع خاصة الصغيرة منها وذلك بتحويلها الى مسار واحد ودراسة اقتراحات جديدة مثل التوسعة أو نقل الانشطة التجارية الى مواقع اخرى. الجسور سلبياتها أكثر وفي الاطار نفسه يرى الاستاذ احمد بن محمد القرني مدير مكتب مدير عام الاستقدام بالمنطقة الغربية ان سلبيات الجسور اكثر من مشاريع الانفاق. وقال القرني لماذا تصر الامانة على انشاء الجسور مع ان الانفاق افضل حسب رأي المختصين في هذا المجال حيث ان وسائل السلامة بها أكثر من الجسور العلوية هذا فضلا على ان الجسور تحتاج لصيانة مستمرة ولها عمر افتراضي وتحتاج للتغيير بعد فترة زمنية معينة ويعني ذلك اعتماد مبالغ اخرى قد تكون مضاعفة لتجديدها. واضاف الاستاذ احمد القرني يقول يجب على المسؤولين في الامانة والمرور عدم الاستعجال في انشاء الجسور ودراسة البدائل. ومنحها الوقت الكافي لتجربتها ومن البدائل علي سبيل المثال تغيير مسارات بعض الطرق واعتماد المسار الواحد فهو حل جيد يناسب عددا من الطرق بمدينة جدة ونجح في شمال جدة عندما تم تحديد مسار شارع حراء واختفت السلبيات والتي كان يعاني منها الطريق السابق. أين دراسات المختصين من جانبه قال المهندس سمير عبد الله وهو يعمل في احدى شركات المقاولات ان هناك العديد من الدراسات الخاصة بحركة السير في جدة لم تنفذ رغم انها تمت قبل سنوات وقبل ان تكبر معاناة المدينة مع الزحام المروري. وقال المهندس سمير مشكلة بعض المسؤولين في الاهمال وعدم التفاعل السريع مع بعض الامور وهناك مسؤولون سامحهم الله يعملون الدراسات التي تنفذ من قبل المختصين لأسباب لا نعرفها. وعندما تحدث المعاناة وتعلو الاصوات يتحرك المسؤول لإيجاد حلول لمعاناة الاهالي وإسكات الاصوات بمشاريع بعضها يكلف الدولة كثيرا بيد ان الحل كان في متناول يده في تلك الفترة ولا يحتاج لمبالغ طائلة. واستطرد المهندس سمير يقول: مشكلة الزحام الآن تكلف الدولة مليارات من الريالات كانت ستصرف في مشاريع اخرى ذات اهمية كبرى لبناء الانسان والوطن لو تدارك المسؤولون في الامانة لوضع خطة طويلة المدى للحركة المرورية بالمدينة ووضع البنية التحتية الجيدة لها وعدم السماح بالبناء العشوائي مهما كانت المبررات فالعشوائية في البناء من اسباب حدوث التكدس وبالتالي حدوث الاختناقات المرورية في بعض المناطق. * الأمانة : تنفيذ المشاريع يتم بعد دراستها والجسور الأفضل بجدة من جانبها اكدت الامانة ان الجسور هي الافضل ويتم اعتماد المشروع بعد دراسته. وقال المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل الامين للتعمير والمشاريع ان اجمالي تكلفة المشاريع الجاري تنفيذها والمنتهية وكذلك المشاريع المستقبلية تقدر بنحو خمسة مليارات ريال واضاف المهندس إبراهيم يقول: إن مشاريع الطرق تأتي على رأس المشاريع التي توليها أمانة محافظة جدة أهمية خاصة، فقد خصصت لها ما يزيد على 700 مليون ريال من ميزانية العام الحالي منها 350 مليون ريال لتنفيذ جسر أبحر و300 مليون لتنفيذ كباري وأنفاق ضمن المرحلة الثانية بالإضافة إلى 50 مليون ريال لتحويل الخدمات من مواقع مشاريع التقاطعات، وتقوم الأمانة بتنفيذ عدة مشاريع لفك الاختناقات المرورية على المحاور الرئيسية - بعد دراسات علمية وهندسية عالية المستوى – ويجري العمل حاليا على قدم وساق في 18 مشروع تقاطع ما بين جسور وأنفاق تصل تكلفتها إلى ما يقرب من المليار ريال، ومن المتوقع أن يتم استلام 10 منها في غضون عام. وأوضح كتبخانة أن هناك خطة استراتيجية لتحرير محاور مدينة جدة بناء على العديد من الدراسات، حيث قامت أمانة محافظة جدة باستخلاص توصيات الدراسات السابقة وأهمها دراسة تطوير مخطط النقل الشامل للاستشاري زهير فايز لعام 2005م، ودراسة تطوير شارع الأمير ماجد للاستشاري خطيب وعلمي لعام 2003 م، ودراسة تحسين التقاطعات العشرة للاستشاري زهير فايز 2003 م، بالإضافة إلى توصيات دراسات مرورية متفرقة حيث تم حصر هذه التوصيات ومناقشتها في ورش عمل متكررة ضمن فريق عمل يضم مختصين من داخل الأمانة وخارجها وبمشاركة أساتذة متخصصين في هندسة النقل من جامعة الملك عبدالعزيز. وأشار إلى أن جميع الدراسات السابقة وورش العمل في عمومها أوصت بتحرير محاور طولية منها طريق الأمير ماجد، والملك فهد، وطريق الملك عبدالعزيز، ومحاور عرضية منها طريق مكة، وطريق المدينة وشوارع فلسطين، وصاري، وحراء، ويتم اختبار هذه المقترحات والبدائل من خلال نماذج المحاكاة المرورية التي طورتها الأمانة خلال السنوات الأربع الماضية والتي تجيب عن أسئلة ماذا لو؟ وتقوم بترتيب أولويات التنفيذ حسب تأثير كل بديل من ناحية مؤشرات قياس الأداء مثل معدل زمن التأخير وسرعة المركبات والحجم المروري على الوصلات. أما عن كيفية المفاضلة بين إنشاء الجسور والأنفاق قال وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع إنه يتم اقتراح نفق في حال وجود جسر قائم أو استبدال الأنفاق المقترحة بجسور نظراً لانخفاض التكلفة وسرعة التنفيذ لتلافي الخدمات، ويتم تحديد الأولويات من خلال لجنة تنسيق النقل والمرور التي تضم في عضويتها الأمانة، ووزارة النقل، ووزارة الداخلية، بحيث يتم تحديد معايير كمية واضحة تعطي النسبة الأكبر للتقاطع الذي يقع على محور مهم والذي يشهد زيادة في زمن التأخير بالثانية لكل مركبة ويشهد نسبة عالية من حجم المرور لساعة الذروة ويشهد نسبة مرور عالية للمركبات المستمرة. وأشار إلى أن جميع مشاريع الكباري والجسور والأنفاق تخضع للعديد من التنظيمات والمراجعات حيث تجرى في البداية دراسة مرورية مستفيضة مستندة إلى إحصاءات مرورية مع التوقعات المستقبلية لتقرير الحل الأنسب للتقاطع سواء جسر أو نفق أو حتى تقاطع أرضي حيث يقوم الاستشاري بتقديم عدة بدائل ويختار البديل الأمثل، وبعد تعيين البديل الأمثل تتم الأعمال المساحية للمسار المقترح للمنشأة سواء جسر أو نفق أو التحديد الفعلي لموقع خطوط الخدمات وتفعيل ما هو موجود في العقود الحالية وما تم توضيحه في العقود الجديدة والذي يعتبر من مسؤوليات الاستشاري وتتم الدراسة بتحديد المسار لتفادي أكبر عدد من خطوط الخدمات في حدود التصميم الأمثل للجسر أو النفق سواء إنشائيا أو هندسيا. وأضاف أنه يتم عمل الدراسة الهندسية للمنشأة ويؤخذ في الاعتبار جميع الاشتراطات الهندسية الواردة في أدلة تصميم الجسور من مسارات الدخول والخروج والحركات الالتفافية وكذلك خدمة المنشأة وتصريف الأمطار ودراسة مرورية للعمل أثناء التنفيذ، وبعد إقرار الدراسة الهندسية يتم التصميم الإنشائي للمنشأة ومراجعته من المختصين في الإنشاءات، وتتم مراجعة عامة ونهائية لإقرار التصميم من قبل فريق العمل بحيث يكون جاهزا للطرح للتنفيذ وبذلك يكون ما سيسلم لمقاول التنفيذ تصميمات ودراسة مستكملة لجميع المتطلبات للإنشاء وهذا ما يعمل على تخفيف مشاكل التأخير الموجودة حاليا. وقال المهندس إبراهيم إن الأمانة تقوم حاليا بعمل التصاميم ل37 مشروع تقاطع تغطي جميع المحاور الرئيسية لمدينة، فعلى طريق الأمير ماجد يجري تصميم مشروع تقاطعه مع كل من الملك فيصل، وزينل، والفلاح، والتلفزيون، والحراج، ومكة القديم، بالاضافة إلى إجراء تصاميم لبعض التقاطعات على محور طريق الحرمين مع الشربتلي، وطريق المدينة ماقبل الصالة الملكية باتجاه المحمدية وذلك لتنفيذ جسر شرق/غرب، والمدينة مع النخيل (شمال الصالة الملكية) لتنفيذ جسر أيضا، والمدينة الطالع مع الملك عبدالله لتنفيذ جسر، و"المدينة النازل"مع الملك عبدالله لتنفيذ جسر. وأوضح أن الأمانة تتولى أيضا عمل تصاميم لتقاطعات على طريق الملك عبدالعزيز مع كل من صاري (نفق وجسر)، والأمير نايف، والسلام، والنخيل، والأمير محمد بن عبدالعزيز، والكورنيش، وحراء، فضلا على دراسات تجري على محور طريق الملك فهد مع شارع الروضة، وصاري، وجسر الخير، والأمير سلطان، وفيما يتعلق بمحور حراء فيتم دراسة مشاريع تقاطعاته مع الملك فهد، والمدينة، والمكرونة، والأمير متعب، فضلا على دراسة أخرى لتقاطعات صاري مع المكرونة، وفلسطين مع كل من المكرونة والأمير متعب، وفلسطين مع دلة، ومكة القديم مع الاستاد وبن لادن. وأكد أنه بناء على هذه التصاميم التي تجريها الأمانة حاليا سيتم تحديد قيمة المشروع وتصل التكلفة التقديرية لإنشاء جسر على التقاطع من 35 إلى 45 مليون ريال سعودي، بينما تتراوح التكلفة التقديرية لإنشاء الأنفاق على التقاطعات ما بين 110 و150 مليون ريال سعودي، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تلعب هذه المشاريع في مجملها دورا كبيرا في تنظيم الحركة المرورية باستيعابها للمركبات التي تقدر حاليا بأكثر من مليون مركبة ومن المتوقع تزيد النسبة بزيادة عدد سكان جدة في السنوات القادمة حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن عدد السكان سيبلغ نحو عشرة ملايين نسمة.