أثار خروج الأخضر الرديف من بطولة كاس العرب التي تستضيفها المملكة حاليا بعد خسارته المستحقة امام ليبيا بهدفين نظيفين في الدور نصف النهائي، غضب الشارع الرياضي الذي كان يمني النفس بتحقيق بطولة تروي ظمأ الكرة السعودية وتعيد الثقة في اللاعبين ومدربهم الهولندي ريكارد بعد الخروج المرير من كل المشاركات القارية والدولية في الموسم السابق ومن بينها التاهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل واولمبياد لندن، وحمل المدربون الذين استطلعتهم «المدينة» عن أسباب الخروج، المدرب ريكارد المسؤولية الأكبر لفشله في تقديم أسماء جديدة من جهة، واخفاقه في تحقيق لقب البطولة من جهة اخرى خصوصا ان معظم المنتخبات شاركت بالرديف أو في ظل غياب العديد من أساسييها.. ريكارد يتخبط الخبير الرياضي الدكتور عبدالرزاق ابو داود قال: «الرؤية داخل محيط المنتخب غير واضحة تماما فالمدرب ريكارد صاحب الاسم الكبير يتخبط كثيرا، ويكرر الاخطاء التي وقع فيها غير مكتف بما حدث للفريق الاول في تصفيات كاس العالم امام استراليا، فنجده في هذه البطولة يستدعي 6 مهاجمين، و3 مدافعين مما يعني انه لا يوجد توازن في الفريق الذي كان غير مقنع بتاتا في بطولة كاس العرب»، واضاف: «تبريرات المدرب بعد مباراتي فلسطين، وليبيا غير مقنعة وتغطي على فشل ذريع في عمل المدرب وجهازه الفني الذي كان يجب عليه الاعتراف بالاخطاء لتبدأ مرحلة العلاج التي تشمل جوانب القصور في التخطيط للمستقبل الذي لا توجد له معالم يمكن من خلالها الاستشراف، وهذا ناتج بالطبع عن وجود خلل كبير في الاندية المسؤولة اولا عن التطوير والتقدم، فالتخطيط هناك غير موجود مما ادى الى غياب المواهب فالملاعب السعودية وبكل شفافية ووضوح تعاني من فقر في المواهب اذ لا يوجد لدينا حاليا لاعب واحد موهوب يمكن الاعتماد عليه داخل الملعب من نوعيات ماجد عبدالله، فهد الهريفي، صالح خليفه، محمد الدعيع، وهو ما دفع الاندية الى الاعتماد الكلي على اللاعبين الاجانب في كل الخطوط وانعكس ذلك على المنتخبات بالطبع»، واكد ابو داود ان اللاعب الاجنبي ليس هو السبب في تراجع مستوى الكرة السعودية وغياب المواهب بل القصور في التخطيط للمستقبل لان البضاعة الجيدة تفرض نفسها على كل بائع ومشتر، مذكرا المدرب ريكارد ان المنتخب لم يخلق اكثر من فرصتين امام ليبيا للتسجيل ولم تستثمر واستغل الفريق الليبي كرتين ثابتتين وسجل منهما هدفي الفوز وان التفوق الذي كان يتحدث عنه ريكارد كان محدودا وفي بعض فترات المباراة. لاعبون فوق سن الثلاثين من جهته انتقد المحلل الرياضي واللاعب الدولي السابق حمد الدبيخي المدرب ريكارد بقوله: «الأخضر مع ريكارد لم يعجبني لا قبل المنافسة ولا اثناءها لانه يسير على نفس النهج السابق بدون هدى لعدم وجود خطة واضحة المعالم، فهو لم يشارك بالافضل لدينا من اللاعبين، واختار البدلاء في انديتهم لهذه البطولة التي لاتعني لنا الشيء الكثير»، مضيفا: «لا ادري اذا كان اختيار هؤلاء اللاعبين يعد اعدادا لهم قبل مشاركتهم مع انديتهم ام لشيء اخر فاغلبهم من الاحتياط في الاندية، ولا اتوقع ان يشارك منهم اكثر من خمسة الى ستة لاعبين في اقرب منافسة للمنتخب وهي كأس الخليج في البحرين في يناير المقبل»، واستطرد: «نحن بحاجة الى خطة عمل ورؤية واضحة يحدد من خلالها المدرب وادارة المنتخب الهدف وطريقة العمل فلاعبان مثل سلطان البرقان، عبداللطيف الغنام الاذين تجاوزا الثلاثين من العمر مع اخرين في الفريق ليسوا من سيعيدون الأخضر الى منصات التتويج في كأس اسيا 2015، وكأس العالم 2018 لان علاقتهم بالكرة ستكون قد انقطعت، فأين فريق المستقبل الذي يتحدث عنه ريكارد». وختم الدبيخي حديثه بالقول: «ريكارد عليك ان تحدد ماذا تريد، وكيف تسير، والى اين ستصل، ومتى ونحن على اتم الاستعداد لان نضع ايدينا بيدك لاعادة بناء الكرة السعودية، لكن ما يحدث الان لا يبعث على التفاؤل والامل مطلقا». امنحوا اللاعبين والمدرب الثقة فيما بدا المدرب والمحلل الرياضي على كيمخ متفائلا وهو يقول: «الكرة السعودية برهنت من خلال هذه البطولة وتصفيات كأس اسيا تحت 22 انها ولادة وان هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين الموهوبين قادمون الى الساحة والذين يمكن الرهان عليهم في المستقبل بحول الله تعالى لحمل راية الكرة السعودية، وعلينا ان نعطي المدرب واللاعبين الثقة فالمنتخب المغربي لم يحقق المطلوب مع المدرب غيرتس لا على مستوى افريقيا ولا على مستوى كاس العالم لكن الاتحاد المغربي ابقى على المدرب في اطار خطته لاعادة بناء الفريق المغربي». واضاف: «المنتخب امام ليبيا لم يكن يستحق الخسارة مطلقا ومستواه في البطولة بصفة عامة كان جيدا فلقد رايناه في مباراة الكويت في احسن حال، وتراجع امام فلسطين لكنه امام ليبيا كان جيدا لكن هذا لا يبرر الخروج المر للفريق من هذه البطولة وعلينا مراجعة الحسابات قبل ان نشرع في التحضيرات لكأس الخليج في البحرين». استراتيجية غائبة بين المدرب واتحاد الكرة اشار المدرب الوطني سوف عنبر إلى ان مشاركة الأخضر في بطولة كأس العرب وتحقيقها كان فرصة مصالحة للمنتخب مع الجماهير السعودية مع هذه المجموعة من اللاعبين الذين اختارهم ريكارد، وأبان في هذا الصدد: «الاختيار لم يكن موفقا والإعداد لم يكن كافيا من خلال الإصابات التي كانت واضحة إضافة إلى غياب الانسجام علاوة على تأثر اللاعبين بالنتائج السلبية السابقة لذلك بدأوا بقوة أمام الكويت لكنهم تراجعوا بصورة غريبة امام فلسطين واستقبلت شباكهم هدفين.. وكان واضحا ان هناك مشكلات فنية في المنتخب حيث لم يكن هناك لاعب وسط شمال باستثناء احمد عكاش وهو اختيار غير موفق للمدرب». واوضح عنبر أن هناك لاعبين أثبتوا كفاءتهم «ولكن الإعداد أثر على الأداء.. واللاعب الوحيد الذي لعب برتم واحد هو منصور الحربي فيما أخفق لاعبون آخرون مثل إبراهيم غالب ومحمد أبو سبعان وسلمان الفرج وسلطان البيشي وعبدالرحيم جيزاوي». وطالب عنبر بأن تكون هناك استراتيجية من اتحاد الكرة والمدرب ريكارد لاختيار عناصر معينة تستطيع ان تحمل لواء الكرة السعودية في البطولات. وأوضح: «حقيقة الان الفجوة زادت بين الجماهير السعودية وكرتها.. وليس عيبا ان نخسر ولكن لابد ان نقدم المطلوب وان نختار العناصر الجيدة وكان من المفروض مقابل هذا التنظيم ان نحصل على هذه البطولة». وتمنى عنبر من جماهير الكرة السعودية الوقفة الصادقة مع نجوم الأخضر.