قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إننا نركز اليوم على أن نسد الفجوة القائمة بين المواطنين، لا سيما الأجيال الشابة وبين تراثهم الوطني، ونزيد من ارتباط المواطن ومعايشته لهذا التراث، كما نعمل على تحويل هذه المواقع إلى منتج اقتصادي متجدد. مضيفًا: نحن نعول كثيرًا على شركائنا ونستثمر في قدراتهم.جاء ذلك خلال لقائه قبل يومين في مقر هيئة السياحة والآثار بالرياض، فريق العمل المشارك في رحلة استطلاع التجربة التركية في مجال التراث العمراني، والتي نظمتها الهيئة بمشاركة عدد من المسؤولين في المحافظات والأمانات والبلديات في مناطق المملكة. وألقى سموه كلمة في اللقاء رحب فيها بمشاركة الوفد في الزيارة الميدانية ضمن برنامج استطلاع الخبرة في مجال التراث العمراني، وأكد أن الهيئة ترى أن من رأى لا كمن سمع، ولذا كانت هذه الرحلات الاستطلاعية التي تركز على أسلوب التنظير بأسلوب المعايشة الواقعية للتجارب العالمية والاستفادة منها في تنفيذ البرامج المتعلقة بالتراث العمراني في كل مناطق المملكة. وقال: مع الأسف أن البعض لا يعيش بلده المملكة، ولا يعرفها، ويجهل معالمها السياحية والتراثية. وأضاف: لازلنا نتطلع إلى أن ننفذ مشروعات التراث العمراني من القرى والبلدات والتراثية والمشروعات التراثية الأخرى بأفضل الطرق لتكون مواقع حية يعيش فيها المواطن تاريخه وتراثه الوطني ويستلهم إسهام أجداده في وحدة وطنه. وزاد سموه: كان للزيارات السابقة المماثلة التي نفذتها الهيئة في الأعوام السابقة نتائج مهمة في رفع الوعي لدى المحافظين ورؤساء البلديات وغيرهم بأهمية المحافظة على التراث العمراني واستثماره سياحيًا وقد لمست الهيئة من خلال الزيارات أهمية ما يمكن أن نسميه ثقافة إدارية تهتم بالمحافظة على التراث العمراني واستثماره اقتصاديًا وسياحيًا متى ما توافرت الأطر التنظيمية التي تتيح الاستفادة منه وتطويعه للحياة المعاصرة، وكم كنا سعيدين في الهيئة عندما رأينا نتائج ذلك على أرض الواقع من خلال جهود كبيرة بذلها عدد من رؤساء البلديات من خلال مواقعهم في المحافظة على مواقع ومبان للتراث العمراني، بل إن بعضهم قام بإعادة بناء حصون وقصور تراثية منطلقين في ذلك مما توفرت لديهم من قناعات بقيمة هذه المعالم التراثية وأهميتها الثقافية والاقتصادية والوطنية. من جانب آخر، رأس الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) أمس الأول اجتماع اللجنة في مقر الهيئة بالرياض. واشار الأمير سلطان إلى قرار مجلس الوزراء الصادر في شهر جمادى الآخر الماضي بالموافقة على الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية، منوّهًا بأن هذا القرار يعكس اهتمام الدولة بتنمية القطاع الذي يحمل فوائد اقتصادية وتوفير مصادر دخل لشريحة واسعة من المواطنين في جميع مناطق المملكة، وأبان أن الحرف والصناعات اليدوية ستسهم في حفظ جوانب من التراث الوطني. ولفت سموه النظر إلى أن البرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) يقدم حلولا لتوفير فرص العمل في المدن والقرى والبادية والإسهام في توفير فرص عيش كريم لقطاع عريض من المواطنين. وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد افتتح قبل يومين متحف قصر بن هتيل التاريخي، وذلك على هامش حضوره حفل افتتاح مهرجان البادية الأول في بيشة. وقام سموه بجولة في مبنى المتحف الذي يعود لأكثر من مائة عام، ويضم ثلاثة طوابق تضم عددًا كبيرًا من القطع الأثرية والتراثية التي تعكس تاريخ محافظة بيشة والمناطق المجاورة لها. وأثنى الأمير سلطان على الجهود التي قام بها عبدالله بن مفرح بن هتيل في ترميم القصر التاريخي وتحويله إلى متحف، مبديًا إعجابه بما يحويه المتحف من قطع تراثية.