تنخرط أحيانًا لا إراديًا في مساحة واسعة من التفكير نتيجة موقف شخصي تعرضت له أو نقل لك من قبل آخرين.. ومع هذا لا تصل في نهاية هذا الوقت المشغول فيه بعصر وعصف أفكارك إلى حل أو نتيجة محددة لعلاج أو مواجهة هذا الموقف بالرغم من أنك أشغلت مساحة كبيرة بالآليات المختلفة من أنماط التفكير..! ولعل ذلك يرجع إلى أسباب عدة منها: أن من تتعامل معه أو من يشكل حلقة الوصل يكون أقل من المتوقع بل أقل بكثير وكثير، لأن حلقته ذات عطب يصعب إصلاحه مهما تعددت طرق وأساليب العلاج.. وهنا تصل الاستشارة الإدارية إلى إزاحة هذه الحلقة واستبدالها بحلقة أخرى تشكل إضاءة وقوة للمهمة المنوطة بها، أما الحلقة السابقة فترمي في المكان الذي يليق بها، ولكن هل ممكن ذلك..؟ رئاسة الأندية الأدبية كتلة كبيرة من المسؤوليات الشائكة وتحتاج إلى جهد كبير ومتسع من الوقت ورغم هذا تكون في غاية المتعة والسهولة وهنا تكمن المفارقة.. الرئيس الحصيف هو من يمتلك فلسفة وقدرة على جذب الأديب والمثقف من حوله وجعله من الأركان القائمة في مؤسسته الأدبية والإبداعية وإعطاؤه الصلاحية بالقيام بأدوارها وفق اللائحة المنظمة لهذه المؤسسة.. ولا نبالغ لو قلنا أن هنالك من الرؤساء من يمتلك هذه الفلسفة ويعكسها إيجابيًا على أنشطة وبرامج النادي بعيدًا عن التصنع والزخم الإعلامي الرخيص والمزيف.. لا شك أن الإعلام هو الوسيلة المثلى لنشر وترويج هذه الأنشطة وتلك البرامج، ولكن بعيدًا عن عدم المصداقية والزيف الرخيص.. فالنادي الأدبي هو المؤسسة الأدبية والثقافية التي تهتم بالمبدع وتتبنى نتاجه وتدفعه وتشجعه وتهتم به أولًا، كونه ابن هذه الأرض والجغرافيا التي يوجد بها النادي قبل غيره، ويأتي غيره في الأولوية (ثانيًا)، وفي تصوري أن خدمة وتبني هذا المبدع أبن جغرافيا النادي أهم من كل ما سواه، وأظن أن أغلب أنديتها تتبع هذه السياسة إلا ما ندر. وأعتقد أن الندرة هنا قد تشكل كارثة إبداعية إن لم تعالج. وأنا هنا أرمي بحجارتي علها تحرك المياه الراكدة أو تعمل في أقل تقدير تموجات ولو كانت بنمطية هادئة.. ولعل ما حدث في نادي المنطقة الشرقية رغم عدم وضوح الرؤية حول مشكلته بشكل جلي جعل بعض رؤساء الأندية يتخوفون ويتوخون الحذر وعمل ألف حساب وحساب كما يقال من أجل عدم الوقوع في المحظور، ولكن الهلع والتشدد والخوف الزائد وغير المبرر قد يوقع بصاحبه في المحظور الذي هو يحاول الابتعاد عنه وتجنبه ومنها إهمال الأديب والمبدع المتحمس وعدم تبنيه..!! -------- [email protected]