تمثل بيئة منطقة عسير مجالاً خصبًا أمام الفنانين لمحاورة الجمال فيها عبر نوافذ الفن المختلفة، حيث أدار النحّات سلطان العسيري عينيه في ما يجيط بمدينته أبها من مظاهر الجمال الطبيعي منذ وقت مبكر، ليحاور هذا الجمال عبر فن النحت، مقدمًا عددًا من أعماله الإبداعية وفق فلسفة جمالية خاصة بها.. قوامها البعد عن تجسيد كل ما فيه روح والتوجه نحو التجريد في أعماله النحتية، هذه الميزة في أعماله يقول عنها العسيري: التجريد هو السمة الغالبة في أعمالي، فهي تتميز بالروحانية التي فيها لفظ الجلالة، وكذلك الأعمال المستوحاة من الموروث الشعبي فهي مصدر الإلهام بالنسبة لي، ولي عدة تجارب في هذا الجانب بخامات مختلفة كالحجر والحديد والخشب، حيث لكل خامة طابعها الخاص من حيث التعامل والنتائج، والعمل الفني عندي يمر بعدة مراحل تبدأ بالفكرة، ثم التخطيط السليم، ويأتي التنفيذ مكملاً وقد يتخللها بعض التعديلات والتحسينات أو إضافة عليها بعض الخامات التي تخدم العمل. ويتابع العسيري حديثه كاشفًا عن إسهاماته الفنية بأعماله الفنية قائلاً: لي مشاركات عديدة في الجنادرية ومسابقات ملون السعودية والسفير وسوق عكاظ وبعض المشاركات الجماعية، كذلك قمت بعمل ديكورات بعض المسارح وشاركت في معرض للتوعية باضرار المخدرات في إحدى المناطق العسكرية وحصل المعرض على جائزة المركز الأول، كما أقمت معرضًا كاملاً فتضمن أكثر من 40 عملاً تمحورت حول لفظ الجلالة وسمي المعرض (الله جل جلاله) تحت رعاية جمعية الثقافة والفنون بابها بمركز الملك فهد بالمفتاحة، وهو الأول من نوعه في النحت في العالم الإسلامي لان مثل هذه المعرض كانت مقتصرة علي الخط وبعض اللوحات ولكن كالنحت هو الاول من نوعه وهذا المعرض من الاشياء التي اعتز بها في مسيرتي الفنية ومن ناحية الدورات تمت الموافقه من وزاراة الاعلام والثقافة لي لإقامة دورة في مدينة أبها للنحت تحت اشراف جمعية الثقافة والفنون بابها. كما تقدمت بفكرة مجسمات جمالية لأمانة مدينة أبها وهي تحت الدراسة، وكذلك لبعض مناطق المملكة مثل مكةوجدة والطائف وبعض المناطق الأخرى. ويختم العسيري بالإشارة إلى أن الأعمال النحتتية تعتبر مظلومة جدًّا، مبينًا أن إصابته بمرض السكري منذ ثلاث سنوات أوقفت نشاطه في هذا المجال نظرًا لخطورة التعامل مع أدوات النحت.