تنوعت الأعمال النحتية المقدمة في معرض النحاتين السعوديين الذي أقيم في صالة الشيخ عبدالله القصبي للفنون والثقافة بالمركز السعودي للفنون التشكيلية، وجرى افتتاحه برعاية الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود مساء الأربعاء. وشارك في المعرض عدد من أهم النحاتين في المملكة الذين استخدموا مواد متعددة، كالخشب والحجر والمعدن والبوليستر، في تنفيذ أعمالهم مع اختلاف أساليبهم بين التجريد والواقعي، ومن الأسماء المشاركة في المعرض: أحمد الأعرج، علي الطخيس، أحمد الدحيم، محمد الثقفي، الدكتور هاني فاروق، الدكتورة منال الحربي، عصام جميل، طلال الطخيس، عبدالله الدعجاني، سعيد اليحيا، فهد الجبرين، أمل علم، العنود الشيبي، مها التركي، نورة مزروع، إسراء خليوي، نبيل طاهر، راوية بقشان، نيفين رياض، نهار مرزوق وغيرهم. وذكر النحات محمد الثقفي، الذي شارك في خمسة أعمال في هذا المعرض اعتماده على التجريدية الرمزية لعكس موضوعات متعلقة بالتراث والروحانيات، موضحاً أسلوبه في المزج بين المواد التي يستخدمها، مثل البوليستر والخشب، لأن الخشب مادة حية فيها روح، والبوليستر مادة قاسية، لكنها شفافة، بالإضافة إلى كونها مرنة ويتم ترويضها بسهولة، ومحاولة استخدام الدمج بين أكثر من خامة في العمل الواحد تثري العمل النحتي، وتثير فضول متذوق الأعمال النحتية. وتحدث الفنان نهار مرزوق عن عمله، فقال رغبت أن أقدم الحوار بين الرجل والمرأة في منحوتة تظهر ملامحهما، وعبرت عنه بخطوط عرضية بشكل مبسط، موضحاً أن هذه المشاركة الأولى له في فن النحت، ويأمل أن يستمر في ممارسة فن النحت الذي يقدم للفنان إمكانات تعبيرية هائلة، رغم صعوبة العثور على الخامات المناسبة، وارتفاع تكلفة الأدوات اللازمة للحفر ونحت المواد الخام. وذكرت العنود الشيبي أن أسلوبها التعبيري يساعدها في تجسيد فكرتها، بما يتوافق مع مادة العمل حتى يدرك المتلقي المغزى حسب رؤيتها، وتكون المنحوتة في النهاية مادة جديدة تنقل إحساسها الفني في شكل نحتي متناغم. وأشار النحات صالح جان إلى أهمية المشاركة في هذا المعرض إلى جانب أسماء نحتية مهمة على المستوى المحلي، مبيناً أن هذه فرصة للحوار مع هؤلاء الفنانين، والاستفادة من تجاربهم النحتية، وكذلك مساحة للنحات لعرض أعماله على الجمهور، وتقريب هذا الفن من ذائقة المتلقي، وعن أسلوبه، يقول جان إنه يشتغل على الرخام الذي يفضله من ناحية استجابته للتعبير عن شخصية الفنان. بدوره، أوضح الفنان على الطخيس أنه شارك بمجسم كبير عرض أمام المدخل، وتأتي مشاركته في هذا المعرض من أجل دعم الفنانين الشباب، والمساهمة في النهوض بهذا الفن الراقي في السعودية، وهذا يتطلب إقامة الملتقيات النحتية وورش تعليم النحت للمبتدئين، وأكد الطخيس أن مستوى الأعمال المشاركة تتميز بفرادتها ومستواها المتقدم، مطالباً بدعم النحاتين، ودعم مبادرة تزيين الأماكن العامة بالمجسمات الجمالية التي تبدعها أنامل الفنانين النحاتين. وحول هذا المعرض، تحدثت المشرفة على المركز السعودي للفنون التشكيلية الفنانة منى القصبي فقالت النحت من أهم الفنون المعاصرة، ومع ذلك لا يحصل على الاهتمام الكافي من قبل صالات الفنون، ولذلك أردنا في المركز السعودي للفنون جمع عدد من أبرز النحاتين من جميع المدن السعودية، وكان الإقبال على المشاركة رائعا ومميزا، وهذا يجعلنا نواصل إقامة المعارض النحتية من أجل تشجيع الفنانين، خصوصاً المواهب الشابة، وسوف يستمر المعرض لمدة عشرة أيام.