أمر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، جيشه بالانضباط و»الاستقامة» بعد سلسلة فضائح على صعيد العلاقات العامة يمكن أن يستغلها أعداء البلاد، بحسب رأيه. وقال بانيتا في تأكيد على رسالة من قادة الجيش والبحرية إن الأخطاء في السلوك ارتكبتها نسبة صغيرة من القوات المسلحة إلا أن التكنولوجيا الرقمية تساهم في تضخيم أي حادث مما يشكل تهديدًا لصورة الجيش. وقال بانيتا امام مئات الجنود في قاعدة فورت بينينغ بجورجيا (جنوب شرق) «في ايامنا هذه، تكفي بضع ثوان حتى تنتشر صورة على الصفحات الاولى للصحف في العالم اجمع». واضاف في كلمة بثتها قنوات التلفزيون: «وهذه العناوين يمكن أن تؤثر في المهمة التي نقوم بها ويمكن أن تعرض رفاقكم للخطر وان تؤثر في معنوياتكم وعلى صورتنا في العالم ويمكن أن تودي بأرواح». وتأتي زيارة بانيتا إلى فورت بينينغ بعد سلسلة من الحوادث من بينها تسجيل فيديو لعناصر من مشاة البحرية وهم يبولون على جثث ناشطين من حركة طالبان وصور لجنود إلى جانب اشلاء واحراق نسخ من القرآن ادت إلى تظاهرات شهدت اعمال عنف في افغانستان. وقال بانيتا ان هذه الهفوات كشفت «اخطاء في التقدير والمهنية وخللا في القيادة». وكان البنتاغون اعتبر تلك الاخطاء في السابق حالات سوء سلوك منفردة الا أن تعليقات من مسؤولين عسكريين وبانيتا تحمل على الاعتقاد بان القيادة الأمريكية تريد تعزيز الانضباط بين صفوف كل القوات المسلحة. واعرب مسؤولون عسكريون كبار عن قلقهم من تاثير القتال الميداني لسنوات على القوات التي غالبيتها من المتطوعين وذلك وسط تزايد في حالات الانتحار والطلاق والمشكلات النفسية وتعاطي المخدرات او الكحول بين الجنود. واضافة إلى أن الحوادث ادت إلى تدهور العلاقات مع كابول، فهي هددت بزعزعة تاييد الراي العام الأمريكي للحرب في افغانستان بحسب مسؤولين سابقين ومحللين. وقال بانيتا في كلمته أن قوة الجيش الأمريكي ليست فقط في سلاحه بل في سلوك الجنود. واضاف «ان سلوككم واخلاقكم في المعركة هما ما يجعلنا اقوياء». وكان الجنرال جيمس اموس قائد البحرية الأمريكية اصدر مذكرة إلى كل القوات تحت امرته انتقد فيه غياب الانضباط بين الجنود. وكتاب اموس في الرسالة التي نشرتها صحيفة «مارين كورب تايمز» «اننا نسمح بتراجع قيمنا». واضاف أن «مجموعة من الحوادث التي تلقت تغطية اعلامية كبيرة مؤخرا، اساءت إلى سمعة البحرية وانعكست على مستويات استراتيجية». وقام اموس بعد ذلك بجولة في مختلف انحاء البلاد للتركيز على القضية كما انه سيزور منشات على الساحل الغربي في وقت لاحق هذا الشهر، بحسب المتحدث باسمه. واضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جو بلينزلر لوكالة «فرانس برس»: «سيتوجه إلى مختلف منشآت البحرية للاشراف على هذه المسائل شخصيا». واضاف: «علينا أن نتذكر أن البحرية والجيش تحملا الكثير من المعارك القاسية على الارض في اجواء صعبة وذلك لاكثر من عقد». وتابع: «انها محاولة للامساك بزمام الامور والتاكد من اننا على الطريق الصحيح».