أجمعت مختلف الأطراف في أفغانستان أمس على إدانة شريط فيديو يظهر جنودا أمريكيين يتبولون على جثث لعناصر من طالبان، وهو ما أجج التوتر في الوقت الذي أعلن فيه المتمردون مواصلة المعارك رغم آفاق مفاوضات سلام مع واشنطن. وشريط الفيديو هذا الذي بث على شبكة الانترنت وتم تصويره على الأرجح خلال عملية في أفغانستان، بدا فيه عسكريون أربعة يبولون على ثلاث جثث تغطيها الدماء، وهم على علم بأن شخصا آخر يقوم بتصويرهم. وأعلن سلاح مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» أنه تمكن من تحديد الوحدة العسكرية التابعة له والضالعة في هذا الحادث. وقال المتحدث باسم سلاح النخبة في الجيش الأمريكي جوزف بلينزلر في رسالة عبر البريد الالكتروني «نعتقد أننا حددنا الوحدة. لا يمكن الكشف عن اسمها في الوقت الراهن لأن الحادث لايزال قيد التحقيق». من جهته أعلن مسؤول أمريكي عسكري كبير طالبا عدم كشف اسمه أن البنتاغون حدد على ما يبدو أسماء الجنود الأربعة الذين ظهروا في الفيديو. وأدان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان أصدره مكتبه إن «حكومة أفغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا أمريكيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغان». وأضاف «نطلب من الحكومة الأمريكية صراحة إجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال أقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة». وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن «استيائها»، مشددة على «وجوب محاسبة أي طرف شارك (في هذا الحادث) أو كان على علم به». ورأى وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن سلوك العسكريين الأربعة الذين ظهروا في الشريط «يثير أسفا كبيرا». وقال في بيان «شاهدت الصور وأرى أن سلوك هؤلاء الرجال يثير أسفا كبيرا. وأضاف بانيتا أنه طلب من قوة المارينز وقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي جون ألن إجراء تحقيق «فوري ومعمق» حول القضية.. ونددت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان ب «عمل شائن» ارتكبته «مجموعة صغيرة من الأفراد الأمريكيين يبدو أنهم ما عادوا يؤدون الخدمة في أفغانستان ولا يشرفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسين» المشاركة في التحالف.